لم يشفع موقع حي بن سويلم الذي يتصدر مدخل الطائف الشمالي الغربي على ناصية مدخل طريق السيل الذي يعد أهم المنافذ الرئيسة للطائف إلى مكة، لسكانه في الحصول على الخدمات الأساسية والمشاريع التنموية، إذ لا يزال يعاني من تجاهل الجهات المختصة لتنفيذ المشاريع الخدمية وتطوير البنى التحتية التي تجاوزته إلى أحياء أبعد منه وأصبح سكانه يشكون سوء الخدمات. تصدعات وحفر وقال خالد الأسمري -من سكان الحي- إن شوارع الحي تعاني الإهمال والتصدعات والحفر الكبيرة التي تؤثر في المركبات، ناهيك عن ضيق الشوارع إلى درجة لا تسمح بمرور السيارة من خلالها. وتساءل "في حالة حدوث حريق كيف سيتمكن الدفاع المدني من الوصول إلى الحريق في أسرع وقت ممكن؟"، مؤكدا أن الحاجة ماسة لتنظيم الشوارع وزيادة الإنارة وتكثيف الحملات الأمنية بالحي. وأضاف بندر المالكي قائلا "من أكثر الأمور التي تزعجنا في الحي تكدس النفايات وغياب البلدية عنها وعمال النظافة ليس لهم هم سوى جمع العلب الفارغة ومن ثم المغادرة لتبقى النفايات ملقاة في الشوارع وتستمر أياما في الشوارع الضيقة، والعمالة عندما تدخل داخل شوارع الحي الصغيرة تبتعد عن عيون المراقبين، ما يجعل الإهمال هو وسم عملهم". تراكم النفايات وقال تركي محمد إن الأهالي طالبوا الأمانة بعمليات الرش داخل الأحياء نتيجة تراكم النفايات الذي يؤدي إلى انتشار عدد من الحشرات الضارة التي تنشر الأمراض، مشيرا إلى أن عدد السكان كبير وتجمعهم في هذه المنطقة الضيقة يجعل انتشار الأمراض يكون بصورة سريعة. وأضاف أن البنية التحتية للشوارع أصبحت ضعيفة أمام الأمطار، وبمجرد هطولها نجد عددا من المصارف تفيض وتتكون مستنقعات، تهدد الصحة العامة. وقال أحمد الثقفي إنه عند نشوب حريق في الحي فإن آليات الدفاع المدني وسيارات الإسعاف تجد صعوبة في الوصول لمكان الحريق، ولا يجد رجال الدفاع المدني حلاً سوى الوقوف عند أقرب نقطة من النيران ومد آليات المياه لإطفاء النيران والتعامل مع الحدث. منازل آيلة للسقوط وأشار خالد العتيبي إلى أن الحي يوجد به عدد من البيوت القديمة المهجورة التي أصبحت تهدد الحي بالكامل، فهي آيلة للسقوط، ونتيجة للعشوائية الموجودة في الحي، وتلاصق المباني، فإن الضرر قد يشمل منازل عدة مأهولة لو سقط أي من تلك المنازل المهجورة. وذكر سفر الغامدي أن سكان الحي تم إخبارهم بتنفيذ عدد من المشاريع من شق طرق جديدة داخله قبل أكثر من عام، والتي على ضوئها تم ترقيم ووضع علامات على المنازل المراد إزالتها وتعويض مالكيها، ولكن حتى اللحظة لم يستجد جديد في الموضوع، فأصحاب تلك المنازل أصبحوا في حرج، فهم يخافون التوسع في منازلهم الحالية أو ترميمها من الإزالة في أي وقت. وأضاف أن أمانة الطائف لم تصرف مبلغ التعويض لتلك المنازل، ليستطيع مالكوها البحث عن منازل جديدة في أحياء أخرى. الأمانة لا ترد إلى ذلك، تعذر الحصول على تعليق من المتحدث الإعلامي بأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم الذي تجاهل الاستفسارات المتعددة بعد وعود متتالية ولكن دون رد أو توضيح خلال الأسبوعين الماضيين رغم الاتصال المتكرر عليه وإرسال عدد من الرسائل النصية. من جهته، أوضح مدير وحدة أعمال مكة المكرمة والطائف بشركة المياه الوطنية المهندس عبدالله بن أحمد حسنين لـ"الوطن" أنه لا توجد مشاريع جديدة للشركة يتم تنفيذها بالحي حاليا. وأضاف أن خدمة الحي تتم من خلال عقود قديمة، وفي حال وجود أي طلبات إضافية لسكان الحي لتمديد توصيلات منزلية أو غيرها من الخدمات، فيرجى منهم مراجعة قطاع المياه والخدمات البيئية بالطائف الذي سيقوم بدوره بتلبية المطلوب. المدني يشكو الشوارع إلى ذلك، أكد المتحدث الإعلامي بالإدارة العامة للدفاع المدني بمحافظة الطائف العقيد ناصر الشريف أن فرق الدفاع المدني بالمحافظة تجد صعوبات أثناء مباشرتها للحوادث داخل الأحياء العشوائية ومنها حي بن سويلم، ولخص تلك الصعوبات في ضيق الشوارع ووقوف بعض المركبات على أطراف الطريق، مشيرا إلى أن الطرق الضيقة في الأحياء الشعبية لا تستوعب معدات الدفاع المدني الثقيلة وتواجه صعوبة في الدخول والوصول لموقع الحادث. وأشار إلى أن الدفاع المدني لديه من المعدات المتوسطة والخفيفة التي تباشر في مثل هذه المواقع، لافتا إلى أن فرق الدفاع المدني باشرت أكثر من حالة طارئة في هذه الأحياء من أقرب نقطة يمكن التمركز فيها والقيام بمد خراطيم الإطفاء إلى موقع الحريق. وطالب الشريف المواطنين والمقيمين في هذه الأحياء بعدم الوقوف المزدوج في الشوارع الضيقة والتأكد أن الطريق نافذ ويستوعب الآليات والمعدات خلال حالات الطوارئ.