قالت رئيسة المجلس الاتحادي الروسي (مجلس الشيوخ) أمس الجمعة أنها سترحب بضم شبه جزيرة القرم إلى الاراضي الروسية اذا ما اختار سكانها الانفصال عن اوكرانيا في استفتاء مقرر الاسبوع المقبل. جاءت تصريحات فالنتينا ماتفيينكو في الوقت الذي أدان فيه زعماء غربيون والحكومة الأوكرانية بشدة القرار الذي اتخذه مشرعو القرم يوم أمس الأول بإجراء مثل هذا الاستفتاء في 16 مارس الجاري. واضافت: "إذا اتخذ شعب القرم القرار في الاستفتاء بالانضمام إلى روسيا، فاننا المجلس الاعلى، سندعم بالطبع مثل هذا القرار". وقالت ماتفيينكو إن التصويت جاء متماشيا مع الممارسات الدولية، وقارنت بين ذلك وبين الاستفتاء المزمع على استقلال اسكتلندا المقرر إجراؤه في في سبتمبر. وأضافت عقب اجتماع مع مشرعين من شبه جزيرة القرم في موسكو "انهم سيحصلون على نفس الحقوق التي تتمتع بها جميع المناطق الروسية الأخرى". وزاد رئيس برلمان إقليم القرم فلاديمير كونستانتينوف من المخاطر بتقديم اقتراح بضرورة ان تحذو بقية مناطق أوكرانيا حذو الإقليم الواقع في البحر الأسود في الانفصال والانضمام لروسيا. ونقلت عنه وكالة أنباء ايتار تاس قوله: "نحن ابناء القرم نقوم بكل شيء لنضمن اعادة توحيد اوكرانيا مع روسيا وليس شبه جزيرة القرم فقط". وقدم مشرعون روس بالفعل مشروع قانون إلى مجلس النواب (الدوما) يجعل من الأسهل قبول أعضاء جدد في الاتحاد. وذكرت وكالة انباء انترفاكس انه يتوقع ان يخضع المشروع لقراءة أولى في 21 مارس. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، مكررا تصريحات مماثلة أدلى بها الرئيس الأميركي باراك أوباما، في برلين أن كلا من مشروع القانون الروسي والقرار بالاستفتاء يوم أمس بمثابة "نكستين". وحذر وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير روسيا من ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية قائلا إنه "يصب الزيت على النار". وقال شتاينماير عقب لقائه نظيره التشيكي لوبومير زاوراليك في برلين أمس الجمعة: "بالتأكيد لن يكون الضم مجرد خطوة مدانة بشدة من الاتحاد الأوروبي. المجتمع الدولي والدول المجاورة لروسيا سيكون رد فعلها غاضبا". ووصفت الخارجية الروسية قرار الاتحاد الأوروبي بتجميد المفاوضات الخاصة بتخفيف شروط منح التأشيرات للروس ووضع اتفاقية إطارية جديدة للعلاقات بين موسكو وبروكسل ب"الغريب". وهددت روسيا الاتحاد الأوروبي برد واضح حال قيام الأخيرة بفرض عقوبات مشددة عليها على خلفية أزمة شبه جزيرة القرم. وأضافت الخارجية في بيانها أن هذا يولد انطباعا بأن تلك القرارت ليست نابعة من "منطق سليم". وخلال محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغرقت ساعة، أصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية استمرت ساعة مع أوباما على أن سياسات موسكو فيما يتعلق بالقرم الواقعة في شرق أوكرانيا قانونية تماما. وقال بوتين لأوباما وفقا لبيان للكرملين "لا يمكن لروسيا أن تتجاهل دعوات (طلب) المساعدة في هذا الشأن (وعليها) الاستجابة بما يتماشى مع القانون الدولي". وكرر بوتين رفضه للحكومة الأوكرانية الحالية واتهمها "بفرض قرارات غير شرعية تماما" على شبه جزيرة القرم والمناطق الواقعة شرق وجنوب شرق أوكرانيا. واقترح الرئيس الأميركي باراك أوباما إجراء محادثات مباشرة بين حكومتي أوكرانيا وروسيا كوسيلة لحل الأزمة الأوكرانية دبلوماسيا. وذكر البيت الأبيض في بيان صدر في وقت متأخر إن المجتمع الدولي سيسهل المحادثات. كما أضاف أن السماح بمراقبين دوليين في أوكرانيا وإعادة القوات الروسية إلى قواعدها سيكونان جزءا من حل أوباما المقترح. وصرح مسؤول غربي أمس الجمعة بان مسلحين منعوا مراقبين عسكريين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مجددا من دخول شبه جزيرة القرم الاوكرانية. وقال الدبلوماسي إن مسلحين مجهولين منعوا 47 مراقباعسكريا غير مسلحين من دخول المنطقة التي تسيطر عليها روسيا في بلدة تشونهار ويعتزمون الآن محاولة الدخول من نقاط تفتيش اخرى. وينتمي هؤلاء العسكريون الى 25 دولة بالمنظمة. وكانت ميليشيا موالية لروسيا اوقفت عند نقطة تفتيش تابعة لها المراقبين ومنعتهم من دخول شبه جزيرة القرم. وهاجمت الرئاسة الروسية الدعم الغربي للحكومة الاوكرانية الجديدة بوصفه "انتصارا لسياسة الكيل بمكيالين". وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين في مقابلة تليفزيونية نشرت وكالات انباء روسية مقتطفات منها أمس الجمعة: "ما نراه في اوكرانيا الان هو انتصار للخروج على القانون والاضرار بالأخرين لتحقيق منافع وانهيار القانون الدولي". وتعد شبه جزيرة القرم، التي يقطنها أغلبية من أصل روسي، مهمة استراتيجيا لروسيا بصفتها الميناء الذي يرسو فيه أسطول روسيا في البحر الاسود.