تشهد بعض مدن الجنوب التونسي تشنجاً على خلفية التصريح الصحفي الذي أكد فيه المرشح الرئاسي الباجي قائد السبسي بأن من صوت لمنافسه منصف المرزوقي هم الإسلاميون والسلفيون المتشددون وروابط حماية الثورة العنيفون و"اشتمّ" من هذا التصريح بأن السبسي اتهم كل مناصري المرزوقي ب"الإرهابيين" وهو ما ركز عليه القائمون على الحملة الانتخابية للرئيس المرزوقي وأشعلوا فتيلها بين أنصارهم خاصة في مدن الجنوب التونسي الذي ينحدر منه المرزوقي. ويأتي هذا التصعيد الذي لا يمكن التكهن بمداه في هذه الفترة الفارقة في تاريخ تونس وفي خضم الحملة الانتخابية الرئاسية التي وضعت أشرس متنافسين على "كرسي قرطاج" وجها لوجه في مواجهة فاصلة ستؤول نتيجتها حتما لأحدهما وحسب الطريقة الأكثر جلبا لأصوات الناخبين، الأمر الذي جعل كل منهما يعتمد ما يراه الأصلح لدحر منافسه بشتى الطرق والوسائل دون أي اعتبار ل"الضوابط" المتعارف عليها في هذه الحالة وتعالت اتهامات هذا وذاك لتخلق جوا متشنجا ومتوترا يدفع الى تقسيم التونسيين وخلق الشحنة والبغضاء والنعرة القبلية بينهم في وقت كانت تعد فيه هذه المسألة قد ولت وانقضت منذ زمن وهو ما دفع ببعض العقلاء الى التدخل لتجنيب البلاد "الكارثة" التي قد تأتي على الأخضر واليابس منادين بضرورة ضبط النفس والتخلي عن التجييش والشحن الذي لا طائل منه وتوجه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بكلمة إلى الشعب التونسي عبر الصفحة الرسمية لحركة النهضة دعا فيها الشعب التونسي إلى الوحدة الوطنية وعدم التوتر أو الإنقسام.. كما دعا كل من المترشحين إلى الدور الثاني للانتخابات الرئاسية المنصف المرزقي والباجي قايد السبسي بعد تهنئتهما بالفوز في الدور الأول إلى التهدئة مبينا ان رئاسة الجمهورية "مسؤولية وأمانة والشعب التونسي ينتظر منهما كل خير".. وشدد الغنوشي على ضرورة الالتزام بالهدوء وضبط الأعصاب ليتم الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في أحسن الظروف، وجدد الغنوشي الدعوة لأنصارالحركة وقواعدها للالتزام بالحياد التام.