نحن على مشارف تحقيق بطولة باسم الوطن قبل أن تكون باسم نادي الهلال، والواجب علينا كمجتمع رياضي الوقوف إلى جانب ممثلنا والهتاف باسمه وطنيا في المحافل الخارجية وعدم الالتفات إلى أصوات الفتنة التي تنبري جليا من منبر إلى آخر في محاولة التشويش على دعم الهلال آسيويا بمطالباتهم المتكررة والبليدة بعزل كرة القدم عن الوطنية، وللأسف أن من يتزعم هذه المطالبات هم إعلاميون ولاعبون سابقون كان يفترض عليهم أن يكونوا أول الداعمين لكل من يمثل الوطن وبث روح الوطنية في جمهورنا لمساندتهم، لذا يجب أن ننظر إلى الأمور بمنظور واسع وعقلاني، وأن ندرك الوطنية في مفهومها الصحيح وإطارها العام الذي نحرص على تنميته داخلنا وداخل أبنائنا، فحضورنا الخارجي مرتبط بالوطنية سواء كان رياضيا أو خلافه، فعزف السلام الوطني ورفع علم المملكة يشعرنا دائما بالفخر والاعتزاز بوطننا ومكتسباته حتى وإن كانت في الرياضة، وعندما تتداول وسائل الإعلام العالمية والإقليمية اسم النادي السعودي كبطل (بغض النظر من يكون)، فإننا نعتبر أنفسنا جزءا من هذا الإنجاز القاري أو الإقليمي طالما ارتبط بالوطن وعزز تمثيلنا الخارجي. بالتالي يجب علينا أن لا نسمح لأصحاب الأفق الضيق والعقول الفارغة أن يملون علينا أفكارهم المقيتة ولا نترك للميول أو التعصب الرياضي أن يسيطر على تفكيرنا وعواطفنا، بل يجب أن نرتقي بتعاطينا الإعلامي في منافستنا الرياضية بوعي عال وثقافة ثرية تنطلق من وإلى الوطنية حتى نستطيع أن ننشىء جيلا عاشقا لرياضة وطنه، كما يفعل غيرنا في المجتمعات المتقدمة رياضيا من التفاف حول مكتسبات أوطانهم حتى في الدول المجاورة والصديقة القريبة منا يعملون لرياضة وطن، فقد شاهدنا كيف دعم الإعلام القطري ممثله السد، وكيف وحد الإعلام الإماراتي الصف خلف العين، وهكذا نجد كل الشعوب المتقدمة رياضيا يقفون خلف ممثليهم بدوافع وطنية فلا مجال لديهم ولا مزايدة ولا يسمحوا لأحد أن يسحب كرة القدم وانتماءهم لها إلى خارج نطاق الوطنية، كما يحدث لدينا بكل آسف. فللأسف هناك من يحاول أن يحدث شرخا في التفافنا حول بعضنا من خلال بث عباراته الرخيصة يهدف من ورائها إلى إيحاء الآخرين بأن لا علاقة للوطنية بكرة القدم ومخرجاتها وهذا غير صحيح فمن يمثلك خارجيا رياضيا كمن يمثلك اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا فكم من القضايا التي فشل فيها السياسيون والاقتصاديون وحلت على يد الرياضيين. وها نحن اليوم أمام ممثل وطني في مناسبتين، تطلب وقوف جماهيري وإعلامي على حد سواء بدوافع وطنية أولا وأخيرا، الاول بلوغ الهلال نهائي آسيا الذي نتطلع ونأمل أن يعود الهلال زعيما آسيويا كما كان وينتزع اللقب الذي غاب عنا منذ 9 سنوات، والمشاركة الثانية للمنتخب السعودي في كأس الخليج 22، وهنا لا مجال لتقاعسنا في دعم الأخضر» من أجل إعادة البسمة إلى ثغر الرياضة السعودية.