×
محافظة المنطقة الشرقية

اليوم.. 3 مباريات في دوري جميل

صورة الخبر

خيري منصور لكل دولة مهما كَبُرَت أو صَغُرَت استراتيجياتها فيما يتعلق بالسياستين الداخلية والخارجية، وما من دولة تعيش حياتها من يوم إلى يوم. لهذا لا يكون التعويل جدياً على ما يجود به الطرف الآخر من سياسات ومواقف، لكن حالة الوهن التي يعيشها العالم العربي دفعته إلى مثل هذا التعويل، بحيث ينتظر من ستفرزه الصناديق في دول أخرى، وكأن الحكاية يانصيب سياسي. وقد تكرر هذا مراراً، ويكفي أن نتذكر مثالين أحدهما متعلق بأمريكا والآخر بالدولة العبرية، وبالنسبة لأمريكا غالباً ما يكون الانتظار العربي لمن سيأتي من الرؤساء مُقترناً بأزماتهم العالقة، رغم أن الحزبين الديمقراطي والجمهوري أمريكيان تماماً ، ويتنافسان لأهداف تخص الناخبين في الولايات المتحدة. وحين كان العرب يفضلون رئيس وزراء في تل أبيب من حزب العمل أو من الليكود ، فقد كان ذلك تعبيراً دقيقاً عن العجز الذاتي، لأن الخلاص لن يأتي من الطرفين معاً! إنها ثقافة اليانصيب، وانتظار ما يجود به الحظ، رغم أن واحدة من أعظم المواعظ الرسولية التي تربينا عليها هي ، أن نعقل أولاً ثم نتوكل. وغالباً ما تنتهي ثقافة اليانصيب السياسي إلى نتائج غير محسوبة وغير سارة أيضاً، بحيث يفاجأ العرب أن من صفّقوا له وانتظروه يعبر عن مصالح بلاده أولاً وأخيراً، والتحالف والخصومة بالنسبة إليه لا تتعلق بمزاجه الشخصي أو أهوائه الخاصة! والتناسب على ما يبدو طردي بين الشعور بالعجز وبين التعويل على الآخر القادم من صناديق بلاده، وفي الحالات السّوية والمعافاة وطنياً واقتصادياً يكون لكل دولة رؤاها ومناهجها والمعايير والبوصلة التي تحدد علاقاتها. لهذا تبدو حكاية المُفاضلة بين رئيس وآخر ، سواء تعلق الأمر بأمريكا أو غيرها مجرد إسقاط وأحلام يقظة، والعرب الذين قالوا ، ما حك جلدك مثل ظفرك ، عليهم قبل سواهم أن يغادروا ثقافة اليانصيب وما يجود به الحظ!