واصلت القوات النظامية السورية قصف شرق حلب بالتزامن مع قصف روسيا غرب المدينة، بحيث وصل الى 40 عدد القرى والبلدات والأحياء التي تعرضت للقصف يوم أمس، في وقت قال مسؤول دولي أن ربع مليون مدني محاصرين شرق حلب «يواجهون لحظة قاتمة». وقتل وجرح عشرات بقصف على الغوطة الشرقية لدمشق. وقال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الجمعة أن السكان المحاصرين في شرق حلب يواجهون «لحظة قاتمة جداً»، مع غياب أي إمدادات غذائية أو طبية واقتراب فصل الشتاء وتوقع هجوم شرس من جانب قوات الحكومة السورية وحلفائها. وقال إيغلاند أنه رغم ترحيب روسيا وجماعات المعارضة المسلحة بخطة الأمم المتحدة الإنسانية لتوصيل الإمدادات وإجلاء المرضى والمصابين من شرق حلب، لم يقدم أي طرف الموافقة النهائية. وأضاف أن الأمم المتحدة تعتزم إرسال قوافل مساعدات لمليون سوري في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها، لكن حتى الآن لم تصل قافلة واحدة لمقصدها. وذكر أن القوات السورية أعادت المساعدات المتجهة إلى بلدة دوما الخميس. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أحصى تعرض 40 حياً ومنطقة للقصف في حلب وريفها، موضحاً: «ارتفع إلى 4 على الأقل عدد الشهداء الذين تأكد استشهادهم في الضربات الجوية العنيفة على أحياء حلب الشرقية، حيث تواصل قوات النظام استهداف هذه الأحياء بقصف جوي عنيف من الطائرات الحربية والمروحية وقصف مدفعي وصاروخي مكثف من جانب قوات النظام لليوم الرابع على التوالي، ولا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، وتستهدف هذه الضربات منذ صباح اليوم أحياء الصاخور والمواصلات والأنصاري وضهرة عواد وكرم الطراب والقاطرجي وطريق الباب والشيخ سعيد وأرض الحمرا ومساكن هنانو وبستان القصر والسكري والفردوس والمشهد والشعار والمعادي والميسر والحرابلة وجسر الحج والشيخ نجار ومناطق أخرى في القسم الشرقي من المدينة، في حين ارتفع إلى 6 عدد الشهداء الذين قضوا جراء الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في ريفي حلب الغربي والشمالي، حيث استشهد فتى في الـ17 من عمره في الضربات الجوية على بلدة حيان بريف حلب الشمالي، في حين استشهد طفل وسيدة في الضربات الجوية على جمعية الهادي في منطقة خان العسل، كما استشهد شاب في القصف الجوي على كفر ناصح، فيما استشهد طفل وفتى في الضربات الجوية على بلدة قبتان الجبل بريف حلب الغربي، كذلك ارتفع إلى 3 على الأقل بينهم طفلتان شقيقتان عدد الشهداء الذين قضوا بالإضافة لإصابة حوالى 20 آخرين بجراح، جراء سقوط قذائف على مناطق في أحياء الإسماعيلية والجميلية وسوق الإنتاج ومناطق أخرى في القسم الغربي لمدينة حلب، كما استهدفت الطائرات الحربية بعشرات الضربات الجوية مناطق في ريفي حلب الشمالي والغربي واستهدفت الضربات قرى وبلدات بالا والشيخ سليمان وياقد العدس وأورم الكبرى والسلوم وبلدة معارة الأرتيق وكفرناصح وكفرناها وخان العسل وكفرداعل والمنصورة وإبين ودارة عزة بريف حلب الغربي وحيان وعندان بريف حلب الشمالي، وبلدة كفر حمرة بريف حلب الشمالي الغربي، فيما استهدفت الطائرات الحربية مناطق في قريتي المنطار والكسيبية وأماكن أخرى في جبل الحص بريف حلب الجنوبي». وأشار الى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في حي الشيخ سعيد الواقع بالقسم الجنوبي من أحياء حلب الشرقية». وكانت قد تمكنت فيها قوات النظام خلال ساعات الليل من تحقيق تقدم والسيطرة على نقاط ومواقع في الحي، فيما نفذت الفصائل هجوماً معاكساً ومعلومات مؤكدة عن استعادتها عدداً من النقاط التي خسرتها، في وقت دارت «اشتباكات عنيفة بين الطرفين في القسم الشمالي من أحياء حلب الشرقية، حيث تحاول قوات النظام البدء بعملية قضم جديدة لمناطق وأحياء من القسم الشرقي للمدينة». وتتركز الاشتباكات في منطقة الإنذارات ومحيط بعيدين، حيث حققت قوات النظام تقدماً باتجاه منطقتي بعيدين والإنذارات، وسط قصف عنيف من قوات النظام على مناطق الاشتباك ومناطق أخرى في أحياء حلب الشرقية، ما خلف مزيداً من الخسائر البشرية في صفوف الجانبين. وفي اليوم الرابع لاستئناف قوات النظام قصفها على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، قال مراسل فرانس برس أن عشرات القذائف والصواريخ سقطت منذ صباح الجمعة على الأحياء السكنية التي تعرضت أيضاً لغارات جوية مكثفة. وأفاد بأن القصف المدفعي وبراجمات الصواريخ غير مسبوق منذ العام 2014 في تلك الأحياء التي اعتادت على الغارات الجوية، في وقت لزم السكان منازلهم وخلت الشوارع من المارة. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف الجوي والمدفعي استهدف صباحاً أحياء عدة، بينها مساكن هنانو والفردوس والهلك وبستان الباشا وبستان القصر وطريق الباب والصاخور. وتواجه فرق الإسعاف صعوبة في التوجه الى أماكن تم استهدافها، بسبب شدة القصف بالصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة. وفي حي مساكن هنانو، تهتز الأبنية مع كل غارة جوية، وفق مراسل فرانس برس الذي قال أن سكان الحي طلبوا صباحاً الإسعاف، إلا أن الفرق غير قادرة على الوصول اليهم. وقال مدير مركز الدفاع المدني في حي الانصاري نجيب فاخوري لوكالة فرانس برس: «لم نشهد غزارة في القصف المدفعي والصاروخي مثل اليوم (...) حتى بات من الصعب علينا التوجه الى أماكن القصف». وأضاف: «قبل قليل، تم طلبنا لإطفاء حريق نشب في حي الفردوس نتيجة القصف وحتى الآن لم نستطع التوجه الى هناك». وكان القصف عنيفاً الخميس أيضاً، واشتد مساء ليستمر حتى منتصف الليل. ووثق «المرصد» مقتل 65 مدنياً على الأقل خلال أربعة أيام من القصف الجوي والمدفعي على الأحياء الشرقية. وشهدت حلب الليلة الماضية اشتباكات عنيفة في حي الشيخ سعيد الذي تسعى قوات النظام للتقدم فيه في جنوب الأحياء الشرقية، وفق مراسل فرانس برس و «المرصد». وقال «الاشتباكات عنيفة جداً وترافقت مع قصف مدفعي متبادل». وردت الفصائل المعارضة على التصعيد العسكري في شرق حلب بإطلاق «أكثر من 15 قذيفة صاروخية» بعد منتصف الليل، على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وقال «المرصد»: «تواصل الطائرات الحربية معاودة تصعيد قصفها لأحياء مدينة حلب الشرقية، لليوم الرابع على التوالي، وجاء هذا التصعيد اليوم مترافقاً مع إتمام الآلة العسكرية ليومها الـ60، من تصعيد الضربات الجوية من الطائرات الحربية والمروحية وتصعيد قصفها المدفعي والصاروخي، على الأحياء الشرقية من المدينة ومناطق أخرى في أريافها الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية، ووثق المرصد مقتل 1086 مدنياً بينهم 231 طفلاً و98 مواطنة، إضافة لإصابة الآلاف بجراح متفاوتة الخطورة وفقدان العشرات، منذ الساعات الأولى لانهيار الهدنة الأميركية - الروسية، عند السابعة من مساء 19 ايلول (سبتمبر) جراء القتل اليومي المتواصل والمتصاعد بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري في مدينة حلب وريفها». وتزامن التصعيد العسكري في مدينة حلب بدءاً من الثلثاء مع إعلان روسيا، حليفة دمشق، حملة واسعة النطاق في محافظتي ادلب (شمال غرب) وحمص (وسط). ومنذ الثلثاء، تركز الطائرات الروسية غاراتها على مناطق متفرقة في محافظة ادلب الواقعة تحت سيطرة «جيش الفتح»، وهو تحالف فصائل إسلامية على رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة). وأفاد «المرصد السوري» ومراسل فرانس برس في المحافظة باستهداف «طائرات حربية يعتقد أنها روسية» لمناطق عدة بينها مدينتا سراقب وجسر الشغور. في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، تستهدف قوات النظام مدينة دوما بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ مع تحليق كثيف للطائرات الحربية. وأفاد مراسل فرانس برس في دوما المحاصرة من قوات النظام بأن فرق الإسعاف والدفاع المدني غير قادرة على التحرك لإسعاف الضحايا. وقال «المرصد»: «ارتفع إلى 6 هم 5 أطفال دون سن الـ9 ومواطنة، عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطائرات الحربية لمناطق في بلدة جسرين بالتزامن مع قصف مدفعي من قبل قوات النظام استهدف أطراف البلدة، كما ارتفع إلى 4 بينهم طفل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف للطائرات الحربية المتزامن مع قصف لقوات النظام بالقذائف على مناطق في مدينة دوما، ولا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، وليرتفع إلى 22 على الأقل بينهم 10 أطفال ومواطنتان عدد الشهداء الذين قضوا خلال الـ24 ساعة الفائتة في غوطة دمشق الشرقية».