طغى التراشق الكلامي العنيف على المناظرة التلفزيونية الـ3 التي جمعت، الخميس 17 نوفمبر/تشرين الثاني، مرشحي اليمين وأحزاب الوسط الـ7 الذين يتنافسون في الانتخابات التمهيدية الفرنسية. ولم تأت المناظرة الثالثة والأخيرة بثمارها، حيث كانت مملة ودون أفكار، تميزت بتراشق كلامي عنيف بين بعض المرشحين والصحفيين، فيما حاول كل مرشح إقناع الفرنسيين بأنه الرجل الأنسب للقيادة. الهجمة الأولى جاءت من نيكولا ساركوزي عندما طلب منه مذيع القناة الفرنسية الثانية دافيد بوجاداس التعليق على تصريحات رجل الأعمال اللبناني الذي أكد بأنه سلم له شخصيا أموالا ليبية. فغضب الرئيس الفرنسي السابق كثيرا وخاطب بلهجة عنيفة الصحفي قائلا: "كيف تخول لنفسك أن تطرح مثل هذا السؤال؟ هل نحن حقيقة في قناة تلفزيونية تابعة للقطاع العام؟ لماذا لا تستحي وكيف يمكنك أن تعطي صدا لتصريحات جاءت من شخص أدين من طرف القضاء الفرنسي وحكم عليه بالسجن؟". أما الهجوم الثاني، فجاء من فرانسوا فيون الذي رفض الإجابة عن سؤال طرحه المذيع جان بيير ألكباش الذي طلب منه أن يفتح حوارا مباشرا مع منافسيه، كما تم التفاهم على ذلك قبل بداية المناظرة. لكن فرانسوا فيون رفض الاستجابة لطلب الصحفي واختار الحديث عن موضوع الصحة ومواضيع أخرى تهم الفرنسيين حسب رأيه. وفي رد عنيف على الصحفي، قال فيون: "ما يهم الفرنسيين هو كيفية إيجاد الحلول للمشاكل اليومية التي يعانون منها، وكيف يمكن استرجاع الأمل للشباب وخلق فرص عمل جديدة لهم، وليس النقاش بين المرشحين، كما تقترحونه أنتم الصحفيون". مشادات كلامية أخرى وقعت بين المرشح برينو لومير والصحفي جان بيير ألكباش الذي أشار ضمنيا إلى وجود احتمال كبير في إقصائه خلال الدورة الأولى من الإنتخابات الرئاسية. فغضب لومير منتقدا "فرنسا الصحفيين والإعلام" قائلا: "توجد فرنسا الصحفيين وفرنسا مستطلعي الآراء والمعلقين، وتوجد أيضا فرنسا الفرنسيين" أي فرنسا الناخبين الذين سيصوتون الأحد المقبل. وبالرغم من أن ممثلي المرشحين اتفقوا حول مراعاة بعض قوانين اللعبة خلال هذه المناظرة، إلا أن المرشحين لم يحترموا هذه القوانين بكاملها وكان هدفهم إظهار أنفسهم بأنهم سياسيون أحرار لا يرضخون لعالم الإعلام ولا يؤمنون باستطلاعات الرأي. المصدر: أ ف ب رُبى آغا