توقع سعادة الدكتور محمد صالح عبدالله السادة وزير الطاقة والصناعة ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي خلال العام 2017 ولكن بوتيرة أبطأ من السنوات الماضية، لافتا إلى أن الغاز سيظل استعماله يتزايد سنويا أكثر فأكثر عن غيره من أنواع الطاقة الأحفورية، حيث شهد الطلب عليه زيادة بنحو الضعف بين عامي 2014 و2015 من %0.8 إلى %1.9، متوقعا استمرار ارتفاع هذه النسبة بشكل أكبر في الأعوام المقبلة، ولكن بوتيرة أبطأ. وقال إن الزيادة في الإنتاج التي يتوقع تحقيقها في الأعوام المقبلة ستضغط على الأسعار، ومن المتوقع الوصول إلى حالة التوازن بين العرض والطلب خلال الأعوام المقبلة. ولفت إلى أن الطلب على الغاز والغاز الطبيعي المسال سيتزايد بالعديد من الأسواق منها جنوب أميركيا والهند وجنوب شرق آسيا وحتى في أوروبا، وبالتالي سيظهر العديد من المستهلكين على الساحة، وهذا سيدعم بدوره تطور نمو سوق الغاز. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في أعقاب ختام الاجتماع الوزاري الثامن عشر لمنتدى الدول المصدرة للغاز بمشاركة روسيا وإيران وقطر وبقية الدول الأعضاء الـ12. وبشأن الوفاء بمتطلبات مؤتمر المناخ «COP21»، أوضح الدكتور السادة أن الغاز الطبيعي المسال يعتبر أنظف مصادر الطاقة الأحفورية، وهناك محادثات جارية بمؤتمر المناخ المنعقد بالمغرب، ولذا نتوقع أن يدعم استخدام الغاز الطبيعي للوفاء بمتطلبات مؤتمر المناخ، وذلك باعتباره مصدرا للطاقة النظيفة وقدرته على الحد من الانبعاثات الكربونية الضارة. وقال إننا نؤمن بصدق أن أعضاء منتدى الدول المصدرة للغاز سيعملون بقوة على الوفاء بهذه المتطلبات. وحول ربط أسعار الغاز بالنفط، قال السادة إن هناك دائما ارتباط بين القطاعين، لكن هناك آليات مختلفة ومتعددة لاسيما فيما يتعلق بالعقود فمنها قصيرة الأجل وطويلة الأجل، مشيرا إلى أنه رغم دخول مصادر أخرى للطاقة على غرار الغاز الصخري والنفط الصخري الأميركيين للسوق اللذين يتم استهلاكهما محليا وتم ضخ استثمارات كبرى فيهما، إلا أننا لاحظنا في السنوات الأخيرة ارتفاعا في الطلب ودخول مستهلكين جدد على الطاقة النظيفة. وأوضح أن هناك انخفاضا كبيرا في الاستثمارات بقطاع الطاقة وسيؤدي على مدى الأعوام المقبلة إلى إعادة التوازن للسوق، معتبرا أنه من المبكر تقييم سياسات الإدارة الأميركية الجديدة في قطاع الطاقة. من جانبه، قال محمد حسن عادلي الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز أن هناك أعضاء جدد تم ضمهما لمنتدى الدول المصدرة للغاز، هما بيرو وأذربيجان ونجري مفاوضات مع دول أخرى للانضمام للمنتدى، موضحا أن المنتدى يعمل على مساعدة الأعضاء وتقديم الدعم لهم لاسيما في مسألة تقييم السوق على المديين المتوسط والبعيد وذلك في ظل الاستراتيجية طويلة الأمد التي تم التصديق عليها خلال اجتماع الدول المصدرة للغاز في الدوحة يوم أمس. وأضاف أن المنتدى سوف يوفر للدول الأعضاء إطار تحليلي شامل للأسواق ونظره عامة حول ما يمكن القيام به للتعامل مع التطورات التي تشهدها الأسواق. وأوضح عادلي أن هناك حقيقتين حول تصدير الغاز من الولايات المتحدة الأميركية وعلى الأسواق أخذها بعين الاعتبار، حيث قامت بالتصدير إلى السوق الآسيوية، لكن الاستثمارات الأميركية كانت قد تمت في وقت كانت الأسعار فيه مرتفعة، وحاليا الأسعار منخفضة لذلك تواجه صناعة الغاز الأميركية تحديات في تصدير الغاز إلى أوروبا ناهيك من آسيا. وأشار إلى أن الاستثمارات لم تعد كما كانت عليه في السابق فهناك العديد من المزودين وخاصة من أستراليا، موضحا أن الغاز الأسترالي لم يعد منافسا للغاز الأميركي باعتبار سهولة دخوله السوق الآسيوية وهذا يمثل تحديا آخرا للسوق الأميركية. وأعرب عادلي عن سعادته لدخول العديد من المزودين لسوق الغاز، قائلا إننا نسعى لأن نكون مؤسسة تضم العديد من منتجي الغاز. وقد شهد الاجتماع الوزاري الـ18 لمنتدى الدول المصدرة للغاز الذي عقد أمس بالدوحة التصديق على الخطة الاستراتيجية طويلة المدى لمنتدى الدول المصدرة للغاز، وطالب من المكتب التنفيذي للمنتدى وضع خطة تنفيذية لتطوير مخطط عمل للاستراتيجية يتم مراجعته كل 5 أعوام. وفي ظل التأكيد على أهمية أمن وسلامة العرض والطلب، أكد وزراء الدول الأعضاء بالمنتدى المجتمعون يوم أمس التزامهم بأن يكونوا مزودين موثوقين وشركاء طويلي المدى مع المستهلكين، وفي هذا الإطار أكدوا أهمية الحوار والتفاعل مع مختلف اللاعبين في سوق الغاز. وتم الاتفاق خلال الاجتماع على أن يكون وزير الطاقة الروسية ألكسندر نوفاك هو رئيس منتدى الدول المصدرة للغاز خلال العام المقبل 2017، وعقد الاجتماع الـ19 للدول المصدرة للغاز في موسكو في 4 أكتوبر 2017 وعقد القمة الرابعة للمنتدى في بوليفيا عام 2017.;