قاصة وإعلامية لنصوصها نكهة خاصة ولغة راقية تحمل قارئها إلى فضاءات من الجمال الآسر، صدر لها حتى الآن مجموعة وحيدة بعنوان (ليتني ما تلوثت بك)، لكنها تعترف هنا بأنها ضيعت إبداعها ووهبت أحاسيسها وقصصها كفراشات طائرة عبر الفضاء، فقد أخذها عشقها لدراسة الإعلام وعملها في هذا المجال بعيداً عن عالم السرد والقراءة الأدبية. ضيفتنا هي القاصة والإعلامية فوزية الحربي فإلى تفاصيل الحوار: الخطوة الأولى في عالم النشر غالباً ما تكون غير مرضية للمبدع وأنت مررت بهذه التجربة.. هل فكرت جدياً في إعادة إصدار مجموعتك في طبعة جديدة؟ - لا أبداً، هي مرحلة من تاريخي وثقتها بإحساسي ونبضات قلبي وكل القصص التي عبرت مخيلتي، لا أريد إصدار المجموعة نفسها بإصدار جديد، أريد بالحقيقة توثيق الإصدار الجديد بحياتي أريد التفرغ لكتابة الخطوة الثانية في تجربتي القصصية، لدي الآن قصاصات متناثرة وتجارب أكثر عمقاً، وأكثر تنوعاً انتظر لحظة ولادتها كعمل متكامل. الهاجس الذكوري البعض يرى أن ثمة مأخذ نقدي على نتاج القاصات ألا وهو سيطرة الهاجس الذكوري على إغلب إصداراتهن.. ما رأيك؟ - لما يكون حضور الرجل في إنتاج القاصات مأخذاً والمأخذ نفسه يوصم به الرجل، حضور الرجل هو اكتمال الصورة ودونه لن تكتمل الحبكة، صوت الرجل المجلل في قصص النساء هو نبض الحياة وهذا ينسحب أيضاً على قصص الذكور فلا معنى لقصصهم دون سطوة نون النسوة، الله خلق الحياة من ذكر وأنثى وهذه السنّة الربانية هي ما تزدان بها الحياة الأدبية، وإذا كان ذلك مأخذاً فالجميع دون استثناء سيقعون تحت طائلة النقد. هل يمكن أن يأخذك مد العمل في المجال الإعلامي بعيداً عن ضفاف الإبداع السردي؟ - لقد أخذني عشقي لدراسة الإعلام وممارسة التعاطي مع العلاقات العامة في مجال عملي بعيداً عن عالم القراءة الأدبية وتدوين ما في مخيلتي من قصص، قصصي تناثرت بين مفكرة جوالي وتغريداتي ورسائلي الخاصة، أعترف بأني ضيعت إبداعي بوسائل التواصل الاجتماعي ووهبت أحاسيسي وقصصي كفراشات طائرة عبر الفضاء، هذا الزحام هو ما سرقني من الإبداع السردي. القصة السعودية هل هناك سمة أو نكهة معينة تميز القصة السعودية عن غيرها؟ القصة السعودية تتميز بنكهتها المحلية تلمس همومنا ولها أحلامنا ورغبتنا نفساهما تترجمنا حروفاً على الورق، أيضاً تتميز برأيي أنه يغلب عليها الطابع الرومانسي والدقة المتناهية في التقاط الحدث المناسب للفكرة، كما أني أقول كما قال غيري تتميز القصة السعودية بقصر شريطها اللغوي وكثافته العالية وهي ميزة تمنح القصة السعودية نكهة خاصة. مشكلة المبدعات ذكرت ذات حوار بأنه لا يوجد علاقة بين المبدعات وأن كل منهن تعيش في برجها العاجي.. برأيك هل هذه المشكلة حصراً على المبدعات أم أنها تشمل المشهد الثقافي ككل؟ - نعم لا توجد علاقة بين الأديبات ولا الإعلاميات ولا المثقفات بسبب عدم وجود من ينظم ويتبنى مثل هذه اللقاءات التي لها بلا شك دور قوى في إثراء الحركة الأدبية، وهي مشكلة تكاد تنحصر بالمثقفات أكثر من المثقفين الذين ينظمون لأنفسهم لقاءات دورية، ورغم أنها مجهودات شخصية لكنها تسهم في حراك أدبي راقٍ. عين الرقيب ثمة علاقة مأزومة بين المبدع والناقد .. كمبدعة إلى ماذا ترجعين ذلك؟ - دائماً عين الرقيب لا تروق للجميع، ومشكلة بعض المبدعين لا يقبل النقد ويعتقد أنه إذا صفق له عدد من متابعي حسابه في التويتر بأنه بلغ القمة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فبعض النقاد حاد لدرجة تجعلك تشعر بأن هناك ثأراً بين الناقد والأديب، بالإضافة إلى أن بعض النقاد غير منطقي في نقده أو في كيل المديح لمن يروقون له، كما أن عدم وجود منهج نقدي واضح لدى نقادنا هو ما أفرز هذه العلاقة المتوترة. هل تعتقدين بأن نجاح المنتج الإبداعي مرتبط بتطور أدوات الناقد؟ أم العكس هو الصحيح؟ - الحقيقة أن تطور المنتج الإبداعي يخضع لتطور عدد من الأدوات لعل منها أدوات النقد وتطوير المبدع لنفسه واطلاعه على تجارب إبداعية مختلفة تخلق له مقومات كثيرة ليبدع أكثر. مواقع التواصل مواقع التواصل هل ترين أنها استحوذت على وقت المبدع؟ - نعم بكل تأكيد تأخذ وقتاً كثيراً لكن لها إيجابية رجع الصداء السريع لكل ما تكتب وإن كان أحياناً باهتاً وغير مجدٍ مجرد تطبيل فقط، لكن الحراك حول نصك يجعلك تتقد وتظهر لك عيوبه ومحاسنه.. من الكاتب/ة اللذان يستحوذان على أكبر مساحة من رفوف مكتبتك؟ - دون منازع أحلام مستغانمي ومازلت أعود كثيراً لروايتها الأولى لقراءتها. هل تقرئين بلغة أخرى؟ - للأسف الشديد لا، ولأنه لا شيء يضاهي متعه قراءة الأدب مباشرة كما كتبه صاحبه، كلما قرأت رواية مترجمة تمنيت أن أتلذذ بها بلغتها الأصلية. هذه مساحة من بياض ترى بأي شيء ستشغلينها؟ - أقول لكل من يبحث عن فوزية الشدادي الحربي ويسأل عنها، ستنفض غبار الوظيفة يوماً ما وستلملم قصاصاتها المتناثرة لتقدمها لكم إبداعاً أدبياً.