يبرهن الدرس القطري الأخير من عوالم نشاز النظرية السياسية أننا لم نستوعب بعد شيئاً من تجاربنا مع دروس بني يعرب في تحالفات المجالس والأحلاف وجوامع الكذبة الكبرى في الأخوة والمصير المشترك. تبرهن التجربة المريرة أنه لا يوجد شيء يجمعنا في القاسم الوهمي المشترك ولهذا أعتقد أن دورنا الوطني السعودي، وبكل وضوح وصراحة، يجب أن يتصدى حواجز المحلية والإقليمية إذا ما أردنا أن دورنا الحقيقي كلاعب أساسي على المسرحين السياسي والاقتصادي الدوليين. لا يوجد في عوالم العرب سطر واحد يحترم توقيع بيان أو حلف أو مجلس. بعد ستة عقود من الزمن نكتشف أن ميثاق الجامعة العربية مجرد درس خصوصي للتعبير في مدارس بني يعرب الابتدائية. بعد أربعة عقود من الزمن نكتشف أن أوراق مجلس التعاون الخليجي مجرد تابوت محنط تصادره مجرد فانتازيا سياسية كما فعلت الفرقة القطرية. بعد ثلاثين سنة نكتشف أن أقدم بؤرة توتر على الخارطة العربية ليست سوى مثلث الرعب العروبي على حدود المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو رغم ما يسمى بكذبة الاتحاد المغاربي. بعد ثلاثة قرون ونصف نكتشف أن اتفاقية التصنيع الحربي بين سورية ومصر وبيننا مجرد رواتب لثلة بيروقراطيين من دولتين وبين كل هذه التحالفات نكتشف أن أربعا من القمم العروبية قد عقدت للمغفور له من دول البحر الأحمر. اليوم. آن لي أن أرفع صوتي كسعودي وطني لم يعد يثق بشيء من مجالس بني يعرب ولا من اتفاقياتهم المشتركة ولا بشيء من مجالسهم الوهمية الكاذبة. اليوم آن لي أن أقول كسعودي إن علاقتي مع الصين أهم من علاقتي مع أي دولة عربية. اليوم آن لي كسعودي أن أقول إن علاقة احترام وسيادة مع أميركا أهم لي من التحالف مع الدول العربية كلها، آن لي أن أقول: اتركونا من الكذبة الكبرى بالتحالف والمجالس مع من لا يحترم حرفاً واحداً مما وقع عليه.. دعونا نتصرف وفق مصالحنا تطابقاً مع الدور الذي نحن عليه. الوطن