أكدت وثيقتا «أولويات الشراكة والحُزمة المتبادلة بين لبنان والاتحاد الاوروبي» اتفاق الطرفين على «إطلاق حوار سياسي معمق وهو آلية يخصصها الاتحاد الأوروبي عادة للدول الكبرى كروسيا والصين». وتضمنتا «تعهد الاتحاد الأوروبي مواصلة الحوار مع كل الأحزاب السياسية في لبنان». وأكدتا «دور لبنان الريادي في المنطقة والحرص على حماية هذا الدور وتقديمه كنموذج يحتذى به». وأقرت الوثيقتان اللتان تشكلان أولويات الشراكة الوثيقة الاستراتيجية التي ستجمع لبنان بالاتحاد الأوروبي في الفترة بين ٢٠١٦ و٢٠٢٠، أمس خلال عقد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل جلسة محادثات ثنائية مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني والمفوض الأوروبي لسياسة الجوار يوهانس هان في بروكسيل. ولفت الاتحاد الأوروبي في الوثيقتين الى أن «دعم النازحين السوريين لا يمكن أن يتم خارج إطار دعم الاقتصاد الوطني اللبناني والاستثمار في البنى التحتية وفي المشاريع الانتاجية»، مشيراً إلى أن «الحل الوحيد لهذه الأزمة يكمن في عودتهم الآمنة إلى بلدهم، بما في ذلك خلال المرحلة الانتقالية، وتعهد بترويج هذا الحل في المنتديات الدولية». وتعهد الاتحاد الأوروبي بـ«استعمال كل آليات وصناديق الدعم لمساعدة لبنان وأجهزته الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب». وشددت الوثيقتان على «فتح المجال أمام لبنان للاستفادة من الصناديق والوسائل المالية الأوروبية المخصصة لدول العالم ذات الأولوية». واتفق على «إنشاء فريق عمل حول التبادل التجاري في شكل فوري مهمته معالجة العقبات غير الجمركية التي تعترض دخول المنتجات اللبنانية الى السوق الأوروبية ومساعدة الصناعيين والزراعيين اللبنانيين على الالتزام بمعايير الاستيراد الأوروبية ودعم مشاريع البنى التحتية وإنشاء حوار حول مصادر الطاقة لا سيما الغازية والنفطية منها». وهنّأ كل من وزراء خارجية فرنسا جان مارك ايرولت وايطاليا باولو جنتيلوني واللوكسمبورغ جان اسيلبورن، باسيل ولبنان على انتخاب الرئيس ميشال عون. وأعرب ايرولت عن ارتياحه «الى هذه الخطوة لما تحمل من انفراجات ومؤشرات ايجابية على الساحة اللبنانية»، مؤكداً وقوف بلاده إلى «جانب لبنان وتضامنها معه». وشدد على «تعزيز قدراته الاقتصادية والتنموية في مواجهة التحديات». وهنأت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني لبنان بانتخاب عون، ورأت أنها «فرصة لجميع القوى لمواصلة الانخراط في الحوار البناء». وشددت في مؤتمر صحافي مشترك مع باسيل، على أهمية «الوحدة الوطنية وضرورة تشكيل الحكومة لضمان الاستقرار تمهيداً لإجراء الانتخابات النيابية». وأكدت أن «لبنان سيكون شريكاً في الجهود الأوروبية من أجل مستقبل سورية».