طالب اختصاصيو تغذية بضرورة تفعيل دور المستشفيات والمراكز الصحية في المملكة، «لمواجهة خطر السمنة التي تداهم الأطفال»، ومكافحتها والحد منها، إضافة إلى تفعيل الثقافة الصحية لدى الأهالي بضرورة الالتزام بالتغذية الصحية السليمة»، ويقدر عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة في السعودية بنحو 3.5 مليون طفل. وأوصى الاختصاصيون خلال مشاركتهم في دورة «الممارسات العلمية والعملية في عيادة التغذية»، التي أقامتها المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، بضرورة إنشاء عيادات تغذية علاجية في جميع المراكز الصحية. ودعت الدورة إلى ضرورة «تفعيل دور هذه العيادات، للحد من الأمراض المختلفة، وبخاصة السمنة»، إضافة إلى «إجراء الدراسات والبحوث في العوامل الصحية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة في حدوث البدانة في السعودية، وتفعيل دور العيادة لمكافحة سمنة الأطفال في جميع المستشفيات والقطاعات الصحية الحكومية وغيرها». كما أوصت الدورة، التي شارك فيها 30 اختصاصي تغذية من مستشفيات الشرقية، بـ «تقديم الخدمات العلاجية اللازمة للمصابين بالبدانة ومساعدتهم على التخلص منها، وبخاصة أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم، وتحديث المعلومات والمهارات المتعلقة بتشجيع النشاط البدني والتغذية الصحية والوزن الصحي عند العاملين الصحيين في مراكز الرعاية»، إضافة إلى «تطوير مهارات أطباء الرعاية الصحية الأولية في كيفية قياس البدانة داخل القطاع الصحي وطرائق الوقاية والعلاج، وعقد دورات لاختصاصيي التغذية العلاجية، ليتمكنوا من العمل بشكل فاعل داخل العيادات الصحية». وأكدت الدورة التي نفذتها إدارة التغذية في «صحة الشرقية»، بالتعاون مع إدارة التدريب والابتعاث وعقدت في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، على المادة العلمية والمبادئ الأساسية بالعمل في عيادات التغذية العلاجية والطرق العلمية للتعامل مع الحالات المرضية بأحدث الطرق. ويقدر عدد الأطفال المصابين بالسمنة في المملكة بنحو 3.5 مليون طفل، بحسب دراسة نشرت أخيراً، وكشفت الدكتورة عبير حجازي، أن «عدد المصابين بالسمنة في المملكة ككل يبلغ 3.5 مليون طفل. يمثل «السمينون» نحو 36 في المئة من سكان المملكة. وأشارت إلى أن الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري وانسداد شرايين القلب أخذت بالظهور بين الأطفال، بعد أن كانت هذه الأمراض تحدث بصورة قليلة جداً بينهم. كما أوضحت دراسة أخرى أجراها المكتب التنفيذي لمجلس وزارة الصحة الخليجي، في نهاية العام 2011، أن عدد الوفيات بسبب أمراض متعلقة بالسمنة بلغ 20 ألف سنوياً، وتقدر نسبة البدانة بنحو 23.3 في المئة. ما يمثل «ظاهرة خطرة»، إذا ما قورنت بنتائج دراسة مماثلة صدرت في عام 2010. بدوره، حذر اختصاصي التغذية رضي العسيف، من انتشار «ظاهرة» السمنة بين الأطفال في المملكة، داعياً إلى ضرورة «تعديل السلوك الغذائي، إضافة إلى تثقيف الطفل بأهمية الغذاء الصحي»، مشيراً إلى أنها «تهدد سلامة الأطفال وتعرضهم لعدد من الأمراض العضوية والنفسية، منها مرض السكر وارتفاع ضغط الدم»، منوهاً إلى بعض الأبحاث الحديثة التي أشارت إلى «أنّ زيادة الوزن عند الأطفال قد تؤثر في قدراتهم العقلية والتحصيل العلمي». وقال العسيف: «إن الدراسات التي أجريت أخيراً كشفت أن شخصاً من بين أربعة أشخاص مصاب بالسمنة، وهو ما يعد نسبة مرتفعة»، مشيراً إلى أن هذه الدراسات «حذرت من ظاهرة انتشار السمنة بين الأطفال في المملكة، خصوصاً أنها تشكل تهديداً صحياً لأجيال المستقبل. إذ تشير الإحصاءات العالمية إلى أن المملكة تحتل المرتبة الرابعة عالمياً في السمنة». وأوضح أن المقصود هي «السمنة المفرطة بين الأطفال. وهي أن يكون وزن الطفل أكثر من الوزن الطبيعي بالنسبة لسنه»، مضيفاً أن «الأسباب تتمثل في عوامل عدة، منها عامل الوراثة». وقال: «إن إحدى الدراسات أوضحت أن احتمال الإصابة بالسمنة يصل إلى 77 في المئة، إذا كان كلا الأبوين مصاباً بالسمنة. وينخفض هذا الاحتمال إلى 41 في المئة، إذا كان أحد الأبوين مصاباً بالسمنة. ويصل الاحتمال إلى 9 في المئة، إذا كان الأبوان غير مصابين بالسمنة». فيما أشار إلى الأسباب الطبية، مثل «اضطرابات الهرمونات، وأمراض الغدد، مثل نقص إفراز الغدة الدرقية». وشدد على ضرورة «الابتعاد عن الأنماط الغذائية الخاطئة، التي تتمثل في تناول كميات كبيرة من المواد السكرية، كالشوكولاته والحلويات، إضافة إلى المشروبات الغازية، وتناول الوجبات الغذائية أثناء مشاهدة التلفاز». إضافة إلى «عدم تنظيم وقت الوجبات الغذائية الرئيسة، وقلة ممارسة الرياضة والنشاط الحركي، والجلوس لفترات طويلة أمام شاشة التلفاز أو الكمبيوتر أو غيرها من الألعاب». ودعا العسيف إلى «مساعدة الأطفال في التخلص من السمنة، عبر تعديل السلوك الغذائي وتثقيف الطفل بأهمية الغداء الصحي، إضافة إلى «تشجيعه على تناول وجبة الفطور الصحية في المنزل، والتنويع في وجبة الفطور، ولا تكون روتيناً يومياً، وتناول الطعام الصحي من مقصف المدرسة»، مشدداً على أهمية «تناول الخضروات والفواكه، وتحديد الكمية المناسبة من الطعام، وعدم تناول كمية أكثر من المسموح به»، إضافة إلى تقسيم الوجبات إلى ما بين 4 إلى 5 وجبات صغيرة فــــي اليوم، بحسب توصيات اختصاصـــــي التغذية، مــــع التقليل من تناول الوجبات السريعة». وأوضح دور ممارسة النشاط البدني في خفض وزن الطفل، وذلك من خلال «تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة بانتظام ولمدة 30 دقيقة في اليوم». فيما طالب بضرورة «إجراء بعض الفحوصات الطبية، للتأكد من سلامة الطفل من بعض الأمراض. مع عدم استخدام العقاقير أو الحميات القاسية، أو المواد الأخرى التي يعلن عنها بأنها تخفف الوزن». وشدد على ضرورة «نشر الثقافة التوعوية بأي صورة كانت، من خلال تفعيل حملة مكافحة السمنة، وتخصيص أسبوع كامل تقام فيه المحاضرات والمعارض الصحية الهادفة للحد من انتشار ظاهرة السمنة»، إضـــافة إلى «اعتماد منهج دراسي تثقيفي للأطفال يوضح فيه أهمية الغذاء الصحي والنشاط البدني. وكذلك الاهتمام بالوجبات المدرســية وتـــقديم الغذاء المناســـب للأطـــفال الذي يوفر لهم احتياجـــاتهم من العنـــاصر الغذائيـــة». وشدد على ضرورة «افتتاح نوادٍ رياضية تساعد الأطفال في التخلص من السمنة». صحة الشرقية