عجبا لكثرة التشاؤم من البعض، من فوز المرشح الأمريكي (ترامب) برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ولو تدبرنا أفعال الرئيس (أوباما) وما فعله بالإسلام والمسلمين، وقارناه مع ما نتوقعه من الرئس الجديد، فلن يكن أسوأ من سابقه، خصوصا أن الرئس الجديد، كل ما ذكره لا يعنينا كثيرا، فعندما يتحدث عن المطالبة بأن تدفع الدول التي تدافع عنها أمريكا، فإن المملكة تساهم في أي مجهود حربي، ومعركة تحرير الكويت خير دليل على ذلك، ثم إن دولتنا -حفظها الله- لديها من القوة والمنعة، ما يكفيها للدفاع عن نفسها، والخطاب ليس موجها للمملكة فقط، بل الى جميع الدول التي تشرك في حمايتها، مثل (ألمانيا) (واليابان). كذلك عندما يتحدث عن محاربة الإرهابيين، الذين ينتسبون الى الإسلام زورا، فنحن كذلك نحاربهم، لإساءتهم للإسلام والمسلمين، ثم ما يلحقونه من أذى وفساد في الأرض. كذلك المؤمل منه حسب ما صرح به، أن يصلح ما أفسده الرئيس أوباما، بما قدمه من خدمات جليلة (لإيران)، على حساب مصالح وأمن دول المنطقة، خاصة دول الخليج العربي، حيث إن إيران تعتبر المحرك الأول للقلاقل والفتن في معظم الدول الإسلامية. ثم إن ما يقال في الدعاية الانتخابية، لا يمكن أن يعول عليه كثيرا، بسبب أن صلاحية التغيير، ليست مُطلقة له، لوجود أكثر من سلطة تمتلك الاعتراض على أي إجراء أحادي، هذا بالإضافة الى الثوابت الإستراتيجية للسياسة الأمريكية المتعارف عليها، بحيث يحتاج الخروج عليها الى الكثير من الجهد والتواصل مع الجهات الفاعلة مثل (الكونجرس) (ومجلس الشيوخ) لتمرير اي قرار يعاكس السياسة الأمريكية. يأتي بعد ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية، قد تكون بحاجة المملكة اكثر من احتياجنا لها، كون المملكة تعتبر دولة ذات ثقل في منطقة الشرق الأوسط، من الناحية الاقتصادية والسياسية، والقوة العسكرية والإستراتيجية، وتعتبر حليفا يعتمد عليه في محاربة الإرهاب. في حين إن المملكة تربطها علاقات قوية، مع معظم دول العالم، خاصة الدول العظمى، والكل يتمنى أن يقوي علاقاته مع بلادنا، لثبات سياساتها، واهمية موقعها على خارطة العالم، كونها قبلة المسلمين، وحامية الحرمين الشريفين، مما اكسبها حب وتعاطف المسلمين، ولنا في الاستنكار الكبير، ضد الصاروخ الذي أطلقهُ أذناب المجوس، نحو البيت الحرام. لذا يمكن القول إن فوز (ترامب) لا يمثل أي تهديد للمملكة، بل قد يكون هو الأفضل من غيره، والمملكة ليست كإحدى جمهوريات الموز، من السهل التأثير عليها، بل الجميع يحسب لها ألف حساب.