مجدي عثمان (القاهرة) بادرت الهيئة العامة للكتاب إلى إصدار سلسلة جديدة عن الفنانين المصريين وإبداعاتهم المغمورة في طي النسيان، تحت عنوان «ذاكرة الفن»، وهدفها خلق ذاكرة مرجعية لأصحاب الرؤى الإبداعية من أجيال الحركة الفنية الذين وضعوا علامات الطريق، لتكون دافعاً للأجيال الجديدة ودارسي الفن نحو المعرفة وتجديد رؤاهم في ضوء إنجازات من سبقوهم على طريق الأصالة المصرية والحداثة والمعاصرة، كما أن كتب تلك السلسلة ستكون مفتاحاً لمعرفة القارئ العام بلغة الفن التشكيلي. واستهلت السلسلة صدورها بدراسة للدكتور الناقد صبحي الشاروني تحت عنوان «الفنان صبري ناشد وتماثيله الموسيقية». وقال الشاروني إن تاريخ الفن المصري خلال النصف الثاني من القرن العشرين به ثلاثة نحاتين تخصصوا في قهر الخامات الصلبة، واشتهروا بتخصصهم في إخضاعها، بنهش المواد الصلبة ولم يرضوا بغيرها بديلاً هم عبدالبديع عبدالحي، ومحمود موسى، وصبري ناشد، وكان عبدالبديع وموسى متخصصين في نحت الأحجار، والوحيد الذي تخصص في معالجة التماثيل الخشبية وحدها هو صبري ناشد، موضحاً أن صناعة التماثيل في مصر طوال العصور القديمة ترتكز على الخامات الصلبة مثل الأحجار أو الأخشاب. وقال الشاروني: «إن رحلة ناشد تبدأ عادة من سوق بيع الأشجار التي قطعت حديثاً، وتباع في سوق خاصة بها سنوياً في نهاية الشتاء، فيختار ما يناسبه منها، ويقوم بتخزينها مدة 3 سنوات لتجف وتصبح صالحة للنحت والتشكيل، وهى أنواع من أخشاب قلبها غير قابل للتسوس أو التشقق وبعيداً عن العقد، فمعظم تماثيله نحتها من خشب أشجار السرسوع. وأكد الشاروني أن التمثال لدى ناشد هو علاقات متداخلة بين الكتل والضوء الذي يتخللها وألوان هذه الكتل ذاتها، حتى أنه يختار الأخشاب التي تضيف قيمة تصويرية إلى تماثيله، أخشاب لها ألوان تتراوح بين البني والأصفر، ويحرص على توظيف تلك الألوان في أعماله لتخدم أهدافه التعبيرية، وأنه اتجه في إحدى مراحله الفنية إلى نحت تماثيل أطلق عليها النقاد «التماثيل الموسيقية»، فهي ذات أشكال تجريدية لا تلتزم الشكل الإنساني، ولكنها تحقق نوعاً من الإيقاع الموسيقي».