أكثر مزالِق النزاع بين الزوجين ترجع إلى فُقدان الامتنان؛ فتجدهما غير راضيين، يُكثِر كل منهما التعبير عن سخطه من الآخر، وعدم رضاه عنه، واتهامه بتقصيره نحوه. يحتاج كل من الزوجين أن يجد صاحبه شاكراً له، راضياً عنه، ممتناً لما يفعله من أجله، سعيداً بعَيْشِه معه. لقد ذكر مشاركون في إحدى الدراسات أن سعادتهم زادت 25 في المئة حين صاروا يشعرون بالامتنان على مدى عشرة أسابيع. ليست السعادة وحدها ثمرة للامتنان، فهناك ثمرات أخرى مهمة ومنها سداد التفكير وجَعْله إيجابياً، ومن ثَم تجنُّب كثير من التصرفات الخاطئة الناتجة عن التفكير السلبي. ومن فوائد الامتنان أنه يجعل الزوج الآخر قادراً على تقديم مزيد من العطاء، وبذل جهد أكبر، ذلك أن الامتنان الذي أظهره صاحبه وعبَّر عنه يجعله مُتحمّساً، على العكس من الإحباط الذي يشعر به حين يُظهِر صاحبه السخط ويُبدي عدم الرضا. ومن فوائده كذلك أنه يُبعِد المادية، ويُقلِّل من التعلُّق بها والحرص عليها، فالزوجة التي تجد زوجها غير ممتن لها، ولِما تُقدِّمه له، تفتقد الأمان وحين تفتقد الأمان تسعى إلى الحصول على مزيدٍ من المال حتى يعوّضها عن نقص الأمن الذي شعرت به حين صار زوجها شاكياً ساخِطاً. ومن ثمرات الامتنان المهمة أنه يقي كثيراً من حالات الغضب الناتجة عن الإحباط، ذلك أن الإحساس بالسعادة والأمان والرضا... يدفع الغضب بعيداً جداً. خصوصا حين يعبّر أحد الزوجين عن عدم رضاه عن أمر؛ لكنه يُتبِعه بتعبيره عن امتنانه لأشياء كثيرة قدّمها له صاحبه وكأنه يقول له: صحيح أن هذا التصرّف لايُرضيني، لكني مُمتن لكل ما ألقاه منك وأجده عندك من اهتمام وحب ورعاية. وفي كل الأوقات، حتى الأوقات التي لايكون فيها توجيه نصح أو إبداء رأي؛ فإن تعبير أحد الزوجين عن الامتنان الدائم والمتكرر للآخر؛ يُعطيه مناعة وقبولاً لأي نصح أو طلب. إن الامتنان يبني في النَفس ما قد يهدمه كثير من التصرُّفات الخاطِئة والكلمات الجارحة، ويُداوي آلاماً وأحزاناً تُهدّد الحياة الزوجية.