ظريف جاء الى لبنان من موقع قوّة عائد أساسا الى الرغبة الاميركية في عدم ازعاج ايران. هل يكمل معروفه مع لبنان الذي كان دائما صديقا للولايات المتحدة والسياسة الغربية فيفرج عنه مثلما افرج عن الرئاسة؟ مثل هذا التطور على صعيد العلاقة مع لبنان، حيث إصرار شديد من رئيس الجمهورية ومن رئيس الوزراء المكلّف على العلاقات مع الدول العربية الأخرى، خصوصا تلك التي يتشكل منها مجلس التعاون لدول الخليج العربية، سيساهم الى حدّ كبير في تحسين صورة ايران لدى اللبنانيين عموما. بكلام أوضح، ان مثل هذا الافراج الايراني عن لبنان الذي يمكن ان يبدأ بسحب مقاتلي "حزب الله" من الأراضي السورية ووقف الحزب تهديده للعرب الذين يزورون لبنان، سيشكل افضل هدية للعهد الجديد. سيظهر ذلك قبل كلّ شيء ان ايران لا تستخدم علاقتها الطيّبة مع الولايات المتحدة والتي توجت بالغطاء الجوي الاميركي لـ"الحشد الشعبي" في معركة الموصل، للتدمير فقط. على العكس من ذلك، ان الافراج عن لبنان، في انتظار اليوم الذي لا يعود فيه سلاح غير شرعي على أراضيه، اكان لـ"حزب الله" او غير "حزب الله" من منظمات فلسطينية تابعة للأجهزة السورية، سيصبّ في نهاية المطاف في مصلحة ايران وفي مصلحة انصرافها الى الاهتمام بالايرانيين ورفاههم. سيكون ذلك دليلا على انّها دولة طبيعية تقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين وليست طرفا في كلّ النزاعات الإقليمية من دون استثناء. خيرالله خيرالله