يوقع وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان اليوم الاثنين في القاهرة، عقدا يشمل بيع 24 طائرة من نوع "رافال" من صنع شركة "داسو العسكرية"، بقيمة مالية تتجاوز 5 مليارات يورو. هي المرة الأولى التي تتمكن فيها فرنسا من بيع طائرات رافال الحربية المدججة بأحدث تقنيات القتال منذ بداية تصنيعها في 1986. هذه الصفقة التاريخية تأتي بعد إخفاقات عديدة، خاصة مع البرازيل والهند اللذين أبديا في السنوات الماضية نيتهما في اقتناء هذه المقاتلات العسكرية، لكن البرازيل غيرت موقفها ليقع اختيارها في نهاية المطاف على طائرات حربية سويديةغريبن أقل تكلفة وسهلة الاستخدام. وقال جان إيف لودريان، الذي شكر مصر بعد اقتنائها طائرات رافال، إن هذه الصفقة تترجم الثقة التي وضعتها مصر في فرنسا وفي صناعاتها وتكنولوجياتها، مشيرا إلى أن المشاورات بين الجانبين (الفرنسي والمصري) بشأن الصفقة بدأت منذ اللقاء الأول الذي جمع الرئيس فرانسوا هولاند ونظيره المصري السيسي واستغرقت حوالي ثلاثة شهور . وأضاف لودريان أنه ليس هو الذي سيوقع شخصيا على العقد، بل الشركات المنخرطة في هذه الصفقة، موضحا أن هذه الصفقة تعتبر استثنائية بالنسبة لفرنسا. رافال مقاتلات قوية لكنها تواجه منافسة شديدة في العالم ويتوقع أن تستلم مصر الطائرات الثلاث الأولى هذه السنة، ثم ثلاث طائرات أخرى عام 2016، وستسلم البقية مع حلول عام 2020. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تسليم مصر باخرة عسكرية ومعدات تقنية أخرى خاصة بالملاحة الجوية. وكان الرئيس هولاند هو الذي مهد الطريق أمام بيع طائرات رافال لمصر أثناء زيارة السيسي لفرنسا. وقال الرئيس الفرنسي آنذاك :المحادثات كانت سريعة لأن مصر تحتاج إلى طائرات حربية من النوع الرفيع لحماية حدودها وأراضيها في ظل تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية التي أصبحت تتمركز في ليبيا. من ناحيته، أضاف وزير الدفاع الفرنسي إن أمام مصر تحديات أمنية كبيرة تستدعي شراء مثل هذه الطائرات الحربية، أبرزها تأمين قناة السويس التي تمر عبرها مئات البواخر العالمية يوميا وتتطلع إلى لعب دور أهم في الشرق الأوسط وفي الحرب ضد داعش. تصنف مصر في قائمة الدول العربية التي تصرف مبالغ مالية باهظة من أجل التسلح بعد السعودية والجزائر. مصر من بين الدول العربية الأكثر تسلحا ومنذ 2013، استفادت القاهرة من مساعدات مالية مهمة قدمتها لها السعودية والإمارات والكويت لمساعدة الرئيس السيسي على ضبط الأمن في منطقة سيناء وحراسة حدودها مع ليبيا، فضلا عن محاربة الإرهاب. ورغم علاقاتها العسكرية الوطيدة مع الولايات المتحدة، إلا أن القاهرة اختارت هذه المرة شراء طائرات عسكرية فرنسية خلافا عن طائرات إف 16 الأمريكية الصنع. بعض المحللين المصريين يفسرون لجوء مصر إلى السوق الفرنسية على أنه رد للانتقادات التي وجهتها واشنطن لنظام السيسي متهمة إياه بعدم احترام حقوق الإنسان، وحقوق المعارضين السياسيين، خاصة الإخوان المسلمين الذين يقبعون في السجن، وفي مقدمتهم الرئيس المخلوع محمد مرسي. بالمقابل، تعرضت الحكومة الفرنسية إلى انتقادات مماثلة وجهتها لها منظمات حقوقية فرنسية واتهمتها بالسكوت أمام الاعتداءات التي تطال حقوق الإنسان في مصر لأسباب اقتصادية محضة. بدأ استخدام مقاتلات رافال في الخارج في 2006، حيث شاركت في عمليات عسكرية في العراق وليبيا ومالي. ورغم جودتها التقنية والحربية، إلا أن طائرات رافال تواجه منافسة شديدة من طرف طائرات أخرى مثل غريبن السويدية و الأووروفايتر . طاهر هاني نشرت في : 16/02/2015