لندن - أصبح نايجل فاراج الذي خاض حملة من اجل خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، أول شخصية سياسية بريطانية تقابل دونالد ترامب بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، بحسب ما أعلن حزب "استقلال بريطانيا" في وقت متأخر السبت. واستقبل الرئيس الاميركي المنتخب الزعيم البريطاني المشكك في جدوى الاتحاد الاوروبي في برج ترامب بنيويورك، حيث أمضيا أكثر من ساعة في الحديث عن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية والشأن السياسي العام فضلا عن مسألة بريكست. وقد يشكل هذا الاجتماع في نظر بعض الجهات مصدر إحراج لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تحدثت الى ترامب هذا الأسبوع عبر الهاتف، لكنها لم تقابله بعد شخصيا. ونفت الحكومة البريطانية تقارير تفيد بأن فاراج سيكون بمثابة "وسيط" في العلاقات بين بريطانيا والإدارة الأميركية الجديدة. وشدد فاراج على أهمية العلاقات البريطانية الأميركية، وطلب من ترامب إعادة التمثال النصفي لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، بحسب ما أوضح بيان الحزب. وقال فاراج إن قضاء الوقت مع ترامب هو "شرف عظيم" واصفا اياه بأنه "هادئ ولديه الكثير من الأفكار الجيدة". وأردف "أنا واثق بأنه سيكون رئيسا جيدا"، موضحا ان دعم ترامب "للعلاقات الأميركية البريطانية قوي جدا. هذا رجل يمكننا أن نقوم معه بالأعمال". وكان فاراج قد عبر قبل أشهر عن دعمه لترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية، وذلك في تجمع انتخابي في الولايات المتحدة. وقال وقتذاك في مدينة جاكسون في ولاية ميسيسيبي "هناك ملايين الاميركيين العاديين الذين شعروا بأنه تم التخلي عنهم ومروا بمحن صعبة ويعتقدون ان الطبقة السياسية في واشنطن منقطعة عن الواقع". من جهة ثانية، اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان على الولايات المتحدة مقاومة الانعزال والعمل مع حلفائها على الدفاع عن قيمهم المشتركة، وذلك في حديث الى صحيفة يونانية السبت قبل قيامه برحلته الاخيرة الى اوروبا. وقال اوباما لصحيفة كاثيميريني "افضل فرصة لدينا للتقدم هي ان نقاوم اغراء الانغلاق على انفسنا، وان نقوم على العكس من ذلك بإحياء قيمنا المشتركة، وان نعمل معا لضمان ان مؤسساتنا السياسية والاقتصادية توفر الامن والرخاء اللذين يستحقهما الجميع". وفي هذه المقابلة وجه اوباما الذي من المقرر ان يبدأ الثلاثاء جولة ستقوده الى اليونان والمانيا قبل رحلة الى بيرو، رسائل الى ترامب الذي اثارت مواقفه ذات النزعة الانعزالية مخاوف لدى البعض. وشدد الرئيس الاميركي المنتهية ولايته على ان "التكامل الاوروبي هو احد اعظم الانجازات السياسية والاقتصادية في العصر الحديث، والتي يستفيد منها كل من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والعالم اجمع". وتابع "اوروبا اكبر شريك اقتصادي لنا"، مشيرا الى ان المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة مرتبطة بـ"اوروبا مستقرة" ومزدهرة. وتسبب فوز ترامب المفاجئ بصدمة في اوروبا التي تخشى من ان ينفذ الرئيس المنتخب وعده بوضع "اميركا اولا" ما يؤدي الى خفض العلاقات بين واشنطن وحلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي والتي طبعت النظام السياسي الغربي منذ الحرب العالمية الثانية. واردف اوباما ان الازدهار والنمو يتحققان "في بيئة شفافة ومستقرة حيث تحمي دولة القانون الحقوق الفردية وتؤمن لاصحاب المشاريع المحلية الثقة التي يحتاجونها من اجل التطور، وللشركات الدولية الامان الذي تحتاجه من اجل الاستثمار". وفي ما يتعلق بالحرب في سوريا، اكد اوباما ان الولايات المتحدة يجب ان تبقى وفية للقيم والكرامة الانسانية.