انطلقت تظاهرات عدة أمس السبت (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) في أنحاء عدة من الولايات المتحدة، لليوم الرابع على التوالي، احتجاجاً على انتخاب دونالد ترامب رئيساً، في حين أكثر الرئيس المنتخب من تصريحات التهدئة لتليين المواقف المتشددة التي كان أطلقها خلال الحملة الانتخابية. وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» بأن آلاف المتظاهرين ساروا أمس في شوارع مدينة شيكاغو في شمال البلاد وهم يطلقون هتافات على غرار «لا للكراهية» و «لا لأميركا العنصرية». وفي نيويورك أعلن نحو 15 ألف شخص عبر «فيسبوك» عزمهم على المشاركة في تجمع في ساحة يونيون سكوير. كما شارك عدد مماثل في لوس انجليس في جنوب غرب البلاد في حديقة ماك ارثور بارك على مقربة من وسط المدينة في الساعة العاشرة صباحاً. وكانت جرت أمس الأول الجمعة تظاهرات عدة في البلاد احتجاجاً على انتخاب ترامب رئيساً. في نيويورك قالت الشرطة إن نحو 1200 شخص تجمعوا في واشنطن سكوير في حي غرينيتش فيلاج دعماً للمجموعات التي تعرض لها دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية. كما جرت نشاطات أخرى معارضة في نحو عشرين مدينة أميركية، وخصوصاً في ميامي وبوسطن واتلانتا ولوس انجليس، حيث اعتقلت الشرطة 150 شخصاً بحسب وسائل إعلام محلية. وفي بورتلند اصيب شخص برصاصة في ظروف لم تتضح بعد. وعلى غرار الليلة قبل الماضية استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفرقة الجموع التي كانت رشقت عناصرها بالحجارة. الدفاع عن الأقليات وأعرب المتظاهرون عن قلقهم إزاء وصول شخص إلى البيت الابيض لم يتردد خلال حملته في التهجم على المكسيكيين والمهاجرين غير الشرعيين وعلى المسلمين واستخدم تعابير فظة بحق النساء. وأطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة لتعليق دبابيس أمان على الصدر تعبر عن التضامن مع الاقليات في الولايات المتحدة. وبخلاف التشدد الذي تخلل مواقفه خلال الحملة الانتخابية، واصل ترامب إطلاق المواقف المعتدلة، وكان آخرها في حديث إلى صحيفة «وول ستريت جورنال» نشر أمس الأول (الجمعة). وقال ترامب في هذا الحديث: «أريد بلداً يحب الناس فيه بعضهم البعض». وبخصوص برنامجه الذي اعلنه خلال الحملة، أكد أنه يمكن أن يدخل تعديلات على مشروع أوباما للتغطية الصحية المعروف بـ «أوباما كير» مع أنه كان وعد بإلغائه تماماً. واتاح هذا المشروع تأمين التغطية الصحية لنحو 22 مليون شخص. كما عين ترامب فريقاً للمرحلة الانتقالية من المفترض ان يعمل على تشكيل فريق عمله الذي سيرافقه خلال ولايته الرئاسية ابتداء من العشرين من يناير/ كانون الثاني المقبل. ويترأس هذا الفريق نائب الرئيس المنتخب مايك بنس مدعوماً بشخصيات مهمة مثل رئيس البلدية السابق لنيويورك رودي جولياني، والرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش، والسناتور المناهض للهجرة جيف سيشينز. يضاف اليهم مدير عام حملته الانتخابية ستيف بانون، ورئيس الحزب الجمهوري رينس بيربوس. والمفاجئ كان ان دونالد عين في هذا الفريق ثلاثة من ابنائه هم ايفانكا ودونالد جي ار واريك، اضافة إلى زوج ايفانكا، جارد كوشنر. نظرة مختلفة إلى سورية وقالت المتحدثة باسم ترامب، هوب هيكس إن الأخير سيبقى خلال عطلة نهاية الاسبوع في البرج الذي يملكه ويحمل اسمه في نيويورك، والذي توجد فيه مكاتبه اضافة إلى مقر اقامته. وبشأن الملف السوري قال ترامب في حديثه إلى «وول ستريت جورنال»: «كان لدي راي مغاير عن الكثيرين بشأن سورية» مقترحاً مضاعفة التركيز على مقاتلة تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» في سورية، عوضاً عن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم. وقال ترامب «موقفي هو التالي: انت تقاتل سورية، وسورية تقاتل تنظيم (داعش)، وعليك القضاء على هذا التنظيم. روسيا اليوم تقف تماماً في صف سورية، واليوم أصبح لديك إيران التي تزداد نفوذاً، بسببنا، والواقفة في صف سورية... حاليا نحن ندعم فصائل معارضة تقاتل سورية ولا فكرة إطلاقاً لدينا عمن يكون هؤلاء الاشخاص». وأضاف أنه في حال هاجمت الولايات المتحدة الاسد فهذا يعني «في النهاية أننا نقاتل روسيا». فيما يتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني الذي اعتبره ترامب «حرباً بلا نهاية» أعرب عن أمله في المساهمة في التوصل إلى حل. وقال «إنها الصفقة الاعظم»، لافتا من منطلق خبرته في الاعمال انه «يريد إبرام... الصفقة المستحيلة، وذلك لصالح البشرية جمعاء». وكان اوباما شدد أمس الأول على ضرورة التخفيف من الانقسامات التي حدثت خلال الحملة الانتخابية وتواصلت بشدة بعد انتخاب ترامب. وكرد غير مباشر على هذه الدعوة لم يستبعد ترامب ان يطلب نصائح من الرئيس السابق بيل كلينتون، وذلك في تصريح له على شبكة «سي بي اس». وقال ترامب ان من اولوياته بعيد وصوله إلى البيت الابيض، قانون «أوباما كير» وخفض الضرائب وتأمين الحدود لمنع ادخال المخدرات، والمهاجرين غير الشرعيين.