×
محافظة مكة المكرمة

مشعل بن ماجد يرأس اجتماع لجنة رالي جدة

صورة الخبر

عند إعلان نتائج الانتخابات الأميركية ظهر جليا الصدمة الكبيرة على العالم، هبوط حاد في أسواق الأسهم، انخفاض في عملة المكسيك، كل ذلك يقف جنبا إلى جنب مع فوز ترامب وهزيمة كلينتون التي دعمها الإعلام بشكل قوي. وقف الإعلام الأميركي موقفا مضادا لترامب منذ بداية الانتخابات في محاولة لإظهاره بمظهر العنصري لإعطاء رسالتين: الأولى للناخب الأميركي أن ترامب سيقف ضد القيم الأميركية (الحرية، التعددية، الديمقراطية) بينما خارجيا أن العالم سيكون في خطر لأن ترامب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته بعكس هيلاري كلينتون صاحبة الخبرة السياسية العريقة، فكيف تعامل الإعلام الأميركي مع الانتخابات؟ تم توظيف كافة الأدوات وألمع الإعلاميين ومنتجي الأفلام ومنهم على سبيل المثال مخرج الأفلام الوثائقية الشهير مايكل مور حيث أنتج فيلما بعنوان Michael Moore in TrumpLand وتم تصويره في ولاية أوهايو، وفي الفيلم بدأ بامتداح ترامب لرغبته في إرغام مصنعي السيارات الأميركية في إعادة التصنيع في الولايات المتحدة باتخاذ خيارات اقتصادية ضد منتجاتهم تجبرهم على إعادة فتح مصانعهم لخلق فرص عمل للمواطنين في الولايات المتضررة من إغلاق المصانع، ومن ثم ناقش الفيلم بعض الأفكار التي دعا إليها ترامب بطابع كوميدي لتسهيل تمريرها، واختتم بامتداح موقف كلينتون المتمثل في رغبتها تطوير نظام التأمين الصحي قبل عقدين من الزمن، وهو ما يلامس رغبات الأميركان كون عدد الوفيات السنوية الناجمة عن عدم وجود تأمين صحي 50 ألف شخص نظرا لعدم قدرتهم على سداد نفقات العلاج. وعبر تحيز الإعلام يكفي الإشارة لقناة إن بي سي حيث أظهرت والدة أحد العسكر المتوفين في حادثة بنغازي الناجمة عن استخدام كلينتون لبريدها الشخصي بمدة 70 ثانية فقط وفي وقت ثانوي بينما أظهر المسلم والد أحد العسكر الأميركان القتلى في العراق في وقت ذروة وتحدث لمدة 55 دقيقة عن خوفه من أميركا الجديدة في حال فوز ترامب، وتم توظيف ذات الشخص كذلك في إعلان انتخابي لهيلاري كلينتون تحدث فيه عن ذات السبب، وفي المقابل قطعت الـسي إن إن البث عدة مرات ومنها على سبيل المثال عندما تواصلت المراسلة في أحد لقاءات ترامب مع أحد الحضور وهو من أصول أفريقية وعبرت المذيعة عن دهشتها من وجود أميركي من أصول أفريقية في حملة ترامب، فضلا عن مهاجمة المذيعين في ذات القناة لضيوف الاستديو كلما كانت حجة الضيف مقنعة ضد هيلاري كلينتون فتتم مهاجمته بحجة أنه يختلق القصص أو يتم قطع البث وحدثت بشكل واضح ومفضوح. والسؤال الآن: هل انتهت الحرب الإعلامية بإعلان نتيجة الانتخابات؟ لم تنتهِ؛ فالإعلام الأميركي الآن بدا يشكك في قدرة ترامب على إتمام الفترة الرئيسية الأولى وأنه ربما يستقيل قبل إتمام الفترة الرئاسية الأولى! الخلاصة: سقوط الإعلام الأميركي في تغطية الانتخابات كان مدويا ولا بد أن يوقظ العالم بأهمية توفير مصادر معلومات عن أميركا والعالم من خارج ذات الإعلام الذي كان يروج له أنه محترف ومستقل، وخسارته هذه المرة عالية حيث خسر المواطنين المنتمين للحزب الجمهوري والذي أظهرت استطلاعات الرأي انزعاج 80% منهم لتحيز الإعلام ضد مرشحهم. maghrammba@gmail.com