أكدت الكاتبة الروائية أحلام مستغانمي، أنه «بات على الكتّاب العرب أن يتبادلوا الأدوار مع قرائهم»، موضحة أن «كل الذين هجّرتهم الحرب، وشتتهم الدمار، باتوا سادة السرد وأجدر بالكتابة، فليس للإبداع العظيم مصدر سوى الألم». وقالت خلال جلسة استضافتها قاعة احتفالات معرض الشارقة الدولي للكتاب، أول من أمس، وأدارها الإعلامي محمد ماجد السويدي: «إن مهمة الأدب هي أيضاً المواساة، وفي ظل ما يجري في البلاد العربية لم أجد من خيار سوى أن أحوّل صفحتي على (فيس بوك)، التي تضم الملايين من أبناء الغربة، إلى ورشة للكتابة، استقبل فيها نصوص القرّاء الذين قد يكونون كتّاب الغد. فمنذ سنوات وأنا أحلم بنشر كتاب مع قرائي، فالكتابة نوع من الطب الوقائي، نشعر فيها أننا أقوياء، فالأشرار لا يكتبون». وأضافت: «كنا نقول: (إن الوطن العربي يمتد من البحر إلى البحر، إلى أن غدر بنا البحر وابتلع الكثير من العرب)، وذلك لأننا اخترناه حدوداً لهويتنا، فرمى بِنَا البحر مشاريع دويلات إلى شواطئ التاريخ. فدعونا اليوم نعلن انتمائنا إلى جمهورية الكتب، حيث الوطن يمتد من الحبر إلى الحبر، إذ لا يمكن لمن يبحر صوب الحبر أن يعود بشباك فارغة، لأنه حتماً سيعود قارئاً حراً يصعب استعباده». وأشارت إلى أن «وسائل التواصل الاجتماعي أعادت إلى القارئ سلطته، وجعلت الكتّاب متساوين أمام الشاشة الصغيرة، إذ بات القارئ هو الناقد الوحيد». وتوقفت المبدعة الجزائرية عند الدور الذي باتت تشكله الشارقة ثقافياً: «لا يقاس معرض الشارقة للكتاب بالأرقام التي يحققها، بل بذلك الإحساس النادر الذي نصادفه على وجوه الزوار، إنه الشغف للقراءة، الذي افتقدته الكثير من بلادنا العربية، فهذا الشغف يتجاوز الرغبة الفردية».