جددت روسيا مبادرتها الرامية إلى جمع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس فلاديمير بوتين في لقاء قمة في موسكو. وقال مسؤولون فلسطينيون إن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف جدد طرح المبادرة الروسية على الرئيس عباس الذي التقاه أمس في مدينة أريحا في الضفة الغربية، وعلى نتانياهو في لقاء جمع بينهما أول من أمس. وأوضحوا أن الرئيس عباس أبلغ الجانب الروسي قبوله عقد مثل هذا اللقاء في حال الاتفاق على أساس إطلاق العملية السياسية المتمثل في قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي حل الدولتين على حدود عام 1967. وكشف مسؤول رفيع أن الرئيس عباس أبلغ مدفيديف أنه يفضل الآن عقد المؤتمر الدولي لعملية السلام في باريس المتوقع الشهر المقبل، واقترح أن يصار إلى وضع آليه للحل السياسي على غرار «5 +1» بين المجتمع الدولي وإيران، وأن يحدد الموعد الأقصى للمفاوضات. وأكد مدفيديف في المؤتمر الصحافي المشترك مع عباس في أريحا، أنه بحث موضوع اللقاء مع كل من نتانياهو وعباس، لكنه قال إن بلاده تهدف من وراء اللقاء إلى إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين. وأوضح: «طرح بوتين أن تستضيف موسكو المفاوضات المباشرة من دون شروط مسبقة، ونعتقد أن هذه فكرة جيدة، وستكون مفيدة أكثر من اللقاءات المتعددة الأطراف». وأضاف: «المبادرة ما زالت قائمة، وبإمكان الطرفين استغلالها في أي وقت... نحن كوسطاء سنواصل جهودنا في هذا الاتجاه، ونتطلع إلى جهود الأطراف المختلفة، خصوصاً الإدارة الأميركية الجديدة، لكن لا يمكن أن نستبدل المفاوضات المباشرة بجهود الوسطاء». من جانبة، جدد الرئيس عباس المطالبة بوضع أسس للمفاوضات المباشرة قبل العودة إليها، وقال في المؤتمر الصحافي: «عندما دعتنا روسيا (إلى لقاء القمة)، لبينا الدعوة فوراً، لكن المهم على ماذا نتفاوض». وأضاف: «يجب أن يفهم نتانياهو أنه ما لم يؤمن بحل الدولتين، لن يكون هناك سلام». ومضى يقول: «نريد من نتانياهو كلمتين هما: أنا مع حل الدولتين على حدود عام 1967، عندها ستكون المفاوضات جاهزة». ووقع الجانبان الفلسطيني والروسي أمس على ستة اتفاقات للتعاون الاقتصادي والثقافي. وافتتح الرئيس عباس ورئيس الوزراء الروسي شارعاً مولت روسيا تعبيده في مدينة أريحا، وأطلقت عليه السلطة اسم «شارع مدفيديف». ووضع فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، الفلسطينيين أمام خيارات صعبة. ويتوقع مراقبون أن يكون الرئيس عباس أمام خيارين في المرحلة المقبلة، هما إما قبول العودة إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، أو مواجهة ضغوط أميركية شديدة وربما عقوبات. وأعلن جيسون غرينبلات، وهو مقرب من ترامب، ويتوقع أن يتولى مهمة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي إن ترامب «لن يفرض على إسرائيل والفلسطينيين إجراء مفاوضات». وقال غرينبلات، الذي يتولى منصب نائب رئيس منظمة ترامب، أن الرئيس الأميركي الجديد «لا يعتقد أبداً أنه ينبغي التنديد بالبناء في المستوطنات». وأضاف: «البناء خلف الخط الأخضر ليس عقبة أمام السلام». وتابع أن «ترامب يعتقد أن إسرائيل موجودة بوضع صعب، وعليها أن تدافع عن نفسها». وقال إن ترامب يعارض انسحاب إسرائيل من الضفة، وأنه «لا يعرّف المستوطنات على أنها عقبة أمام السلام، وسيطرح كدليل على ذلك الوضع في قطاع غزة الذي تم إخلاء الكتلة الاستيطانية فيه، وعلى رغم ذلك لم يحل السلام». وفي شأن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، قال غرينبلات إن ترامب سيتعامل بشكل مختلف مع هذا الموضوع، وأنه يعتبر أن «السلام يجب أن يأتي من خلال مبادرة الجانبين وهو لا يعتزم التدخل في هذا الموضوع». ولا يخفي اليمين الإسرائيلي المتشدد ابتهاجه بوصول ترامب إلى البيت الأبيض. وطالب زعماء هذا التيار نتانياهو بالإسراع في استئناف البناء في المستوطنات «بلا وجل» وفي شرعنة البؤر الاستيطانية. وأعلن رئيس حزب «البيت اليهودي» نفتالي بينيت أن حزبه طالب رئيس الحكومة بإضفاء الشرعية على آلاف المنازل لمستوطنين أقيمت من دون إذن رسمي، بعضها على أراضٍ فلسطينية خاصة، مثل مستوطنة «عموناه». وصرح وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي أوفير أكونيس بأن البناء في المستوطنات سيصبح أسهل بعد انتخاب ترامب رئيساً. وقال لموقع «واللا» الإلكتروني: «أؤيد البناء في يهودا والسامرة مثلما أؤيد البناء في الجولان والنقب ووسط البلاد. لا فرق عندي، ويسرني أن أسمع أن لدى ترامب ومستشاريه أيضاً لا فرق في هذا الموضوع».