ريم حروف من ذهب، فهي من أوائل طالبات المنطقة الشرقية تفوقت بامتياز واستحقت بجدارة رمز التحدي والإصرار. لم تضع الإعاقة البصرية عقبة في طريقها الدراسي والتحصيل العلمي كبعض الطلبة، لكن طموحها وحبها للدراسة أزالا أمامها كل تلك العقبات. ولمن لا يعرف ريم، هي طالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة لديها ضعف بصر شديد بسبب إصابتها بالشبكية الصباغية، التي تسبب ضعف النظر بالتدريج، عانت تدهورا للبصر في المرحلة المتوسطة، واشتد بها الحال في المرحلة الثانوية خاصة بعد اختيارها القسم العلمي وليس الأدبي، والمواد العلمية كلها أرقام ومعادلات، تغلبت على هذه المشكلة بذكائها، حفظت الأرقام والمعادلات وحلها باستنتاج الأجوبة شفويا عن ظهر قلب دون أي مساعدة من احد، على الرغم من رفض قسم التربية الخاصة بإدارة التربية والتعليم الاهتمام بها ومتابعتها كطالبة من ذوي الاحتياجات، بل اعتبروها طالبة عادية ليس لها الحق الخاص في الاهتمام والرعاية، لأنها رفضت الشرط الوحيد للاهتمام بها، وهو طلبها الالتحاق بمدارس الدمج حيث فضلت مدرستها القريبة من بيتها على مدرسة الدمج البعيدة عنها، لكن الله سبحانه وتعالى منّ عليها بمديرة مدرسة فاضلة هي الأستاذة لطيفة العليان، ومعلمات رائعات ومشرفة الإرشاد الطلابي الأكثر من رائعة الأستاذة فوزية الشعيفان، هؤلاء قفن مع ريم بـ «ربطة معلم كما يقول المثل المصري» من تكاتف وتعاون ومساعدة وتشجيع لم تشعر ريم معهن بأي عقبة، بل ازدادت إصرارا وتحديا، وتفوقت وأصبحت من أوائل المدرسة على طالبات مبصرات مقارنة بها، بل من أوائل المنطقة الشرقية، درجاتها 100%100واصبحت مثالا حيا ونموذجا يُحتذى به للطالبات لتشجيعهن على التفوق والصبر. لكن ريم، اصطدمت بالإعاقات التي لا تقدر التفوق ولا الإصرار، فبعد أن رفض مركز اختبار القدرات والقياس، إعطاءها ورقة بالإعفاء بسبب ضعف النظر، واجهت رفض وزارة التعليم العالي لها في حقها من الابتعاث الخارجي، والحجة عدم وجود درجات القياس والقدرات. ومع تبرير غير واضح، ومن خطاب الى خطاب طيلة الأشهر الخمسة الماضية بلا رد واضح، والقرار في النهاية بيد وزير التعليم العالي للنظر في موضوع ريم للبث فيه وتحديد مصيرها العلمي بجرة قلم. على الرغم من أن ريم لديها أخت بنفس الحالة مبتعثة تدرس الماجستير في الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية ومتفوقة أيضا، بل أصبحت المتحدث الرسمي نيابة عن الطلبة في الجامعة وهذا يدل على ان الإعاقة لا تقف أمام الإرادة القوية والتحدي. لكن ريم من ينصفها ؟ من يأخذ بحقها ؟ومن يأخذها إلى مواصلة طموحها؟.