حصلت الأمم المتحدة على موافقة الحكومة السورية على ١٢ طلباً لإرسال المساعدات الإنسانية الى مناطق محاصرة خلال الشهر الجاري، بعد تصعيد ديبلوماسي شهده مجلس الأمن استخدمته بريطانيا وفرنسا للضغط باتجاه إلقاء المساعدات الإنسانية من الجو في سورية. وبرز في جلسة للمجلس الجمعة تشكيك روسي، وتفاوت أوروبي - أميركي في مدى الاندفاع وراء خيار إلقاء المساعدات من الجو. وشدد سفيرا بريطانيا ماثيو ريكروفت وفرنسا فرنسوا ديلاتر على ضرورة البدء في إلقاء المساعدات في أقرب وقت، فيما تمهلت السفيرة الأميركية سامنثا باور بانتظار «الاطلاع على الخطة» التي سيعدها برنامج الغذاء العالمي لسيناريو إلقاء المساعدات من الجو في سورية «في أسرع وقت» على رغم تأكيدها على ضرورة رفع الحصار في كل المناطق في سورية. وشددت باور على أن «الحصار يجب أن ينتهي»، معتبرة أنه «لا يمكن السماح باستمرار النظام المسؤول عن الغالبية العظمى من حالات الحصار في عرقلة المساعدات، أو منعها في بعض المواقع، في تحديد من يأكل ومن يموت جوعاً في سورية». وقالت: «نحن نعي أن الطرق البرية هي الفضلى لإيصال المساعدات ولكن من الواضح ان النظام يواصل إغلاقها، ويجب على مجلس الأمن والأمم المتحدة ومجموعة الدعم الدولية لسورية والمجتمع الدولي أن يكون مستعداً لإلقاء المساعدات من الجو في حال استمر النظام في وضع العراقيل» أمام المساعدات. وأضافت إنها «تتطلع الى الاطلاع على الخطة» التي سيعدها برنامج الغذاء العالمي حول إلقاء المساعدات من الجو «في أسرع وقت». أما السفير الفرنسي الذي يتولى رئاسة المجلس الشهر الجاري فقد نقل عن الأمم المتحدة أن عدداً كبيراً من طلبات إرسال المساعدات «رفض في شهر أيار (مايو) من جانب السلطات السورية التي لم تقبل كذلك كل طلبات الأمم المتحدة» لشهر حزيران (يونيو)، موضحاً أن طلب الأمم المتحدة سيقدم الأحد الى الحكومة السورية لتوافق على إلقاء المساعدات من الجو «عملاً ببيان مجموعة الدعم الدولية الأخير». وأوضح أن الطلب سيتركز على إلقاء المساعدات على المناطق «التي كان النقل البري إليها قد رفض من النظام السوري». وقال ديلاتر إن «العديد» من أعضاء المجلس «قالوا بوضوح إنهم يؤيدون التخطيط لإلقاء المساعدات من الجو في أقرب وقت، كما وصلنا الى إجماع على ضرورة متابعة هذا الأمر عن كثب إن لم يكن في شكل يومي، وهو ما نعتزم نحن كرئيس للمجلس أن نفعله خلال رئاستنا». وشدد السفير البريطاني على أنه «ليس هناك أي وقت يمكن إضاعته» في إيصال المساعدات، في إشارة الى ضرورة البدء سريعاً في إلقاء المواد الإغاثية، مؤكداً «ضرورة البدء في إلقاء المساعدات من الجو حيثما توجد أماكن محاصرة لا يمكن الوصول إليها بالبر». وقال إن «بريطانيا وأعضاء آخرين في مجموعة الدعم الدولية ستنظر في خيارات أخرى إضافية في حال عدم موافقة نظام (الرئيس بشار) الأسد على إلقاء المساعدات من الجو، للتأكد من الوصول الإنساني الكامل للمساعدات». وحين سئل عما قصده بخطوات أخرى، قال إن «العمل الآن سيتم خطوة خطوة، ولكن سننظر الى روسيا في حال رفض الحكومة السورية، لأن روسيا تحدثت اليوم عن تأثيرها على النظام السوري، وبالتالي سننظر الى روسيا وباقي حلفاء النظام لنصر معهم على إلقاء المساعدات من الجو». في المقابل، شكك السفير الروسي فيتالي تشوركين في نيات من «يعملون على التعمية على كل القضايا الأخرى من خلال التركيز على إلقاء المساعدات من الجو». وقال إن «لا أحد يريد أن يتحدث عن الإرهاب بعد اليوم، ولا عن مسؤولية تركيا عن تمرير الإرهابيين الى سورية، ولا عن التعهد الذي قدم إلينا منذ أشهر عن فصل جبهة النصرة عن بقية المجموعات المعارضة المسلحة». وقال تشوركين إن الحكومة السورية هي الشريك الذي على من يريد أن يوصل المساعدات أن يتحدث إليه. وأبدى مرونة حيال مناقشة «الفوائد العملية» من إمكانية إلقاء المساعدات من الجو لكنه أشار الى «الأخطار الأمنية التي نريد أن نتجنبها، في حال أقدمت مجموعة إرهابية على إسقاط مروحية تحمل مساعدات إنسانية، سيتم فوراً اتهام الحكومة السورية بذلك». الجعفري وقال السفير السوري بشار الجعفري إن الحكومة السورية «هي الطرف الوحيد الذي يجب أن يبحث معه أي إلقاء للمساعدات من الجو أو البر أو البحر». واتهم الدول التي تثير مسألة إلقاء المساعدات من الجو بتسييس الملف الإنساني معتبراً أن «كل المعلومات التي يقدمونها مغلوطة لأن الحكومة السورية توافق على كل الطلبات التي تتلقاها من الأمم المتحدة لإرسال المساعدات». وأشار الى موافقة حكومته على ١٢ طلباً لإرسال المساعدات خلال الشهر الجاري.