أجمع علماء مسلمون في لقاء قيادات دينية من مختلف الأديان في روما، الذي نظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بعنوان (اللقاء الدولي حول الرحمة، وتعزيز المشتركات بين أتباع الأديان من أجل السلام والمصالحة) على أن ما يشاهد من حركات التطرف والعنف والإرهاب ليس خاصاً بالمسلمين، ولا تصح نسبته إلى الدين، بل هو خروج منه. وأشاروا بحضور مفتي مصر الدكتور شوقي علام ومفتي لبنان الدكتور عبد اللطيف دربان وعدد من أساتذة الجامعات المعنيين بالحوار من السعودية، والعراق، ولبنان، إلى أن الإرهاب لا نسب ديني له، بل هو واقع من دول ومنظمات وكيانات في العالم على اختلاف الأديان والملل والمذاهب، ومحاربة العدوان الظالم على الخلق يجب أن يكون هماً مشتركاً للناس مهما كان انتماؤهم، وأكدوا أن الإسلام هو أكثر الأديان وضوحاً في محاربة الظلم والإرهاب، فهو قائمٌ على قيم عظمى مثل: العدل والوسطية والحق، وهذه القيم تتنافى مع كل مظهر من مظاهر العدوان على الناس. وشهد اللقاء عديداً من أوراق العمل، حيث تحدث مفتي مصر عن الرحمة في الإسلام، وأن كل تفاصيل الدين وأحكامه قائمة على الرحمة، وما من عمل يبدأه المسلم إلا وتكون جملة:(بسم الله الرحمن الرحيم) هي أساسه وبين أن تحية الإسلام تشتمل على كلمتي:(الرحمة والسلام) مما يبين مكانة هذين المفهومين في الدين. كما تحدث مفتي لبنان حول الرحمة أيضا، مبينا أن تاريخ الإسلام شاهدٌ على أن المسلمين قاموا في تعاملهم على الرحمة التي هي أصل في الدين، والتعايش الذي وقع في تاريخ المسلمين أعظم شاهدٍ على روح الرحمة التي تحكم تصرفات المسلمين. وشارك أساتذة من الجامعات في تلك الحلقات، فبينوا موقف الإسلام من الإرهاب، والعنف المضاد ، وأن تعاليم الإسلام واضحة وصريحة في ترسيخ قيم الرحمة والتسامح، والإسلام هو الدين الذي حقق هذه المعاني قولاً وعملاً منذ أكثر من 1400 عام، وحتى عصرنا الحاضر، وقد كانت مشاركة القيادات من العلماء المسلمين متميزة في هذه الفعالية، وأسهمت في توضيح الرؤية الإسلامية الرشيدة. واختتم اللقاء فعالياته بمشاركات متميزة من القيادات الدينية المتنوعة أكدت أهمية تعزيز المشترك الإنساني والتعاون والتفاهم في سبيل مكافحة التطرف والإرهاب وعدم ربطها بأي دين كان.