القراءة سعادة.. والقراءة اليوم سعيدة بما تقدمه الإمارات أرض السعادة (Happiness Land) للقراءة وللإنسان، فما بُنيت الحضارات إلا بالقراءة، وما قامت الأمم والشعوب إلا بالقراءة وما عُمرت الأوطان إلا بالقراءة. القراءة لم تحلم يوماً بأن يكون لها هذا الحجم من الرعاية والاهتمام لدرجة أن يتبناها رأس الدولة. وقد كانت هناك جهود سابقة ومبادرات متميزة لدعم القراءة، وكانت بمثابة نجوم في فضاء المحيط الثقافي والمجتمعي، لأن القراءة تغذي العقول وبها تتطور القدرات وتُثرى العلوم والمعارف وتُصقل المهارات، وترتقي السلوكيات والعادات ومن ثم يرتقي الإنسان. وقد جاء إقرار سياسة وطنية للقراءة تضم سبعة محاور أساسية أولها هو (قانون القراءة)، وهو الفريد من نوعه زماناً ومكاناً والمحدد للمسؤوليات الوطنية والجهات الحكومية المعنية بتطبيق هذا القانون، والخطة الاستراتيجية للقراءة التي تشمل ستة قطاعات وستة أهداف و30 مبادرة، والصندوق الوطني لدعم القراءة والمخصص له 100 مليون درهم لتمويل أنشطة القراءة في المبادرات كافة، والبرنامج التعليمي الداعم بمبادراته الجهود المبذولة كافة في الميدان التربوي والمُعزز للطاقات العاملة في هذا المجال، والبرنامج الصحي الذي يُعامل القراءة كوسيلة لتطوير قدرات الإنسان منذ مراحل الطفولة المبكرة ولعلاج بعض الحالات الصحية، ولا نستطيع سرد جميع المشاريع هنا، ولكن مشروع الحقيبة المعرفية للمواليد هو مشروع يستحق أن نقف له وقفة تحية وإجلال، وبالمثل فإن برنامج الإعلام والمحتوى، الذي يهدف بدوره لترسيخ ثقافة القراءة ودعمها، وكذلك برنامج قراءة مدى الحياة، الذي يؤكد أن القراءة حق للجميع دون استثناء وللشرائح العمرية كافة. وبتنفيذ تلك المشاريع نكون قد حافظنا على الموروث وعلمناه أبناءنا، ودعمنا التعليم وطورناه، وارتقينا بالاقتصاد ورفعناه، وحافظنا على البيئة ورعيناها، وفتحنا آفاق العلوم والابتكار وأبدعنا فيها خدمةً للوطن وللعالم والبشرية. القراءة لم تحلم يوماً بأن يكون لها هذا الحجم من الرعاية والاهتمام لدرجة أن يتبناها رأس الدولة، المتمثل في شخص سيدي صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، ورأس الحكومة صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأن تُخطط لها سياسات وتُوضع لها الأطر القانونية التي تحدد المسؤوليات، وتتكاتف جهود وإمكانات الجهات التعليمية والمؤسسات الحكومية والخاصة، لتحقيق رؤية وأهداف واضعي المبادرات السابقة في نشر ثقافة القراءة وتحدي القراءة على المستويات المحلية والعربية والدولية أيضاً، لتحقيق تطلعات وأمنيات عشاق القراءة في أن تصبح القراءة عادةً وسلوكاً لدى الجميع. نائب مدير جامعة محمد الخامس