قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي اليوم الأربعاء، إن "السفير المصري لدى قطر محمد مرسي موجود في القاهرة منذ بداية شهر شباط (فبراير) الماضي، وإن قرار استبقائه في مصر هو قرار سياسي وسيادي"، من دون أن يكشف عن إمكانية تطوير هذا التوجه إلى قرار بسحبه رسمياً. وأعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، سحب سفرائها من قطر في وقت سابق من اليوم الأربعاء، وسط توقعات باتخاذ مصر قراراً مماثلاً في إطار ما بدا خلال الفترة الأخيرة من توافق في المواقف السياسية بين مصر ودول الخليج التي اتخذت القرار اليوم. وكشف عبد العاطي في بيان أصدرته الخارجية اليوم، أن "قرار استبقاء السفير المصري في القاهرة جاء نتيجة لأسباب موضوعية من بينها استمرار التدخل القطري في الشأن الداخلي للبلاد، وعدم تسليم المصريين المطلوبين جنائياً لمحاكمتهم، فضلاَ عما تبثه قنوات فضائية، في إشارة لقناة الجزيرة القطرية، من أكاذيب وافتراءات تتعلق بتطورات الأوضاع في البلاد". وكانت الخارجية المصرية استدعت، في شباط (فبراير) الماضي القائم بالأعمال القطري إلى مقر الوزارة وسط القاهرة "حيث تم نقل رسالة احتجاج أخرى للجانب القطري والتأكيد على ضرورة الالتزام وتنفيذ ما طلبته مصر بتسليم بعض المطلوبين للعدالة"، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الوزارة. وحول القرار الذي اتخذته كل من المملكة العربية السعودية والإمارات ومملكة البحرين بسحب سفرائها من الدوحة، أوضح المتحدث أن "القرار يعكس رفض هذه الدول الشقيقة وتحفظاتها على مواقف وسياسات قطرية، وأنها رأت توجيه رسالة مماثلة لما سبق أن طالبت به مصر مراراً بضرورة الالتزام الكامل بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادة الدول وإرادة شعوبها". وأضاف المتحدث أن "هذا الموقف يعكس ما سبق أن أشارت إليه مصر مراراً من أن الخلاف القائم ليس بينها وبين قطر، وإنما بين قطر وغالبية الدول العربية، وأنه يتعين على دولة قطر أن تحدد موقعها وموقفها بوضوح من المصالح العربية المشتركة والتضامن العربي، وهو ما يتطلب الابتعاد عن السياسات والمواقف التي تؤجج الفرقة وتفتت وحدة الصف العربي"، بحسب المتحدث المصري. وتوترت علاقات القاهرة مع الدوحة، بعدما عزل الجيش المصري مرسي في الثالث من تموز (يوليو) الماضي، وردت الحكومة الانتقالية في مصر في 19 أيلول (سبتمبر) الماضي 2 بليون دولار إلى قطر، كانت موجودة في البنك المركزي المصري في شكل وديعة ضمن مساعدات قطرية. وعلى هامش مشاركته في اجتماع الدورة الـ141 لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الذي عقد اليوم في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، قال السفير عاشور بوراشد مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية: إنه "لم يناقش خلال الاجتماع التطورات الخاصة بسحب دول الامارات والسعودية والبحرين سفراءها من دولة قطر"، مضيفاً أن "الجميع فوجئ بهذا الخبر وبالتالي هو لم يكن مدرجًا على جدول أعمال الاجتماع". وأشار إلى أن "هذه الخطوة سيكون لها آثار سلبية على العمل العربي المشترك، وسيلقي بظلاله على العلاقات الخليجية- الخليجية والعلاقات العربية". وأعربت قطر عن "أسفها واستغرابها" لقيام السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من الدوحة، مؤكدة أنها لن تقوم بخطوة مماثلة حرصًا على "روابط الأخوة بين الشعب القطري والشعوب الخليجية". قطرمصرسحب السفراء