أمضى عشرات الآلاف من المبتعثين السعوديين في الولايات المتحدة الأميركية يوماً طويلاً وهم يترقبون الانتخابات، لينتهي اليوم بإعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة أميركا امس (الأربعاء). ولم يخف عدد من المبتعثين قلقهم وترقبهم لما ستؤول إليه أوضاعهم بعد فوز البليونير الأميركي الذي أثار الجدل بتصريحاته العدائية للمسلمين واللاجئين خلال حملته الانتخابية. وشهد حساب «سعوديون في أميركا» في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الذي يضم عدداً كبيراً من الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة، تفاعلاً كبيراً مع الحدث، إذ قال خالد حماد حول فوز ترامب: «بعد ما ضحكوا عليه ومسخروه في الإعلام، آخر شيء فاز. هذا شيء لازم يكتب في التاريخ كمحفز للناس». واعتبرت أميرة العتيبي أن فوز ترامب يدل على تأييد الأميركيين لمواقفه العدائية ضد العرب والمسلمين، بقولها: «فوز ترامب إن دل على شيء، فهو دل على مدى تأييد الشعب الأميركي للعنصرية ضد العرب والمسلمين». أما إيلاف سمرقندي فعبرت عن تخوفها، وكتبت: «يلا لمو أغراضكم وارجعو حبايبي الله يحميكم بس» وشاركها «حمديز أ عبدول» التشاؤم مكتفياً بـ«رحنا فيها»، أما «رمنانتس توي» فتساءل عن مستقبل العلاقات الأميركية مع العرب والمسلمين، بقوله: «إذا أميركا ناوية شر للعرب والمسلمين فهم بيفوزون ترامب، إذا أميركا عنصرية أصلاً، كيف سيكون الحال بعد فوز ترامب؟». وتشارك مغردو «تويتر» القلق مع زملائهم، إذ تسأل «ذا غاي»: «وش راح يصير مع المبتعثين هل راح يرجعوا؟». ودعا «صالح» إلى الاستعداد للمغادرة للسفر: «إلي رايح المطار يأخذني معه». وشاركه حسين ناصر ذلك بـ«الحجوزات ياخوان»، ودعا «ماجد الحربي» المبتعثين إلى مغادرة الولايات المتحدة، بقوله: «في حال فوز ترامب أتمنى مغادرة جميع المبتعثين السعوديين الولايات المتحدة الأميركية، عزة للإسلام وحفاظاً على كرامتهم». وحدد «نواف» وجهة رحيل المبتعثين، قائلاً: «المبتعثين في أميركا يالله شيلو عفشكم وعلى كندا، بس تذكروا كندا تابعة إلى أميركا.. أقولكم ضبوا عفشكم وعلى السعودية»، رافق ذلك نشر مقاطع فيديو وصور ساخرة حول مصير المبتعثين السعوديين في أميركا. وكان الملحق الثقافي السعودي في أميركا الدكتور محمد عيسى أوضح في حوار مع «الحياة» في نيسان (أبريل) الماضي أن عدد المتبعثين السعوديين في أميركا يبلغ حوالى 80 ألف طالب سعودي موزعين على 51 ولاية أميركية، مشيراً إلى أن الملحقية تحرص على متابعة دراستهم وشؤونهم، بما فيها الجوانب الشخصية، فيما تحرص على أن يملأ المبتعثون السعوديون مقاعد أفضل الجامعات الأميركية، مؤكداً على استمرار الابتعاث الخارجي. يذكر أن دونالد ترامب الذي وصل إلى البيت الأبيض بعد معركة شرسة خاضها مع منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، دعا خلال حملته الانتخابية إلى «حظر كامل» على دخول المسلمين الولايات المتحدة، ورفض استقبال اللاجئين السوريين، كما دعا إلى بناء جدار عازل على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، واعتبرت تصريحاته انتهاكاً للدستور الأميركي الذي ينص على منع التمييز على أساس الدين، وأثارت انتقادات واسعة محلية وعالمية.