×
محافظة المنطقة الشرقية

ثقافي / أمين منطقة الرياض يفتتح مهرجان "الشارع الثقافي"

صورة الخبر

أعتقد أن ما يراه البعض مسليا مضحكا ممتعا يجده البعض أمرا مبكيا مبنيا على القهر فالأطفال الذين تم إقحامهم وخلطهم بالكبار بالوسط الرياضي يشعرون بما لا نشعر به، وقد ذكرتها سابقا في كثير من المنابر أننا نقوم بعمل خطير جدا على مستوى اللعبة الممتعة التي تهدف إلى الترفيه. كرة القدم التي كتب عنها العالم روايات وروى عنها حكايات واستمتع الشعراء بمداعبتها والأدباء من مخاطبتها والمثقفون من مشاطرتها والعقلاء من الاستمتاع بها نجدها بيننا تلعب لعبتها وتحكم على الجميع بالغضب والجدل والصراع بل إنها تتحكم بحجم العلاقات وقيمة الصداقات وترسم على الرجال رسومها ووسومها وعلى الأطفال قهر حد البكاء. لم نعد نعرف ما تهدف له لجنة توثيق البطولات ولا لجنة الإعلاميين والإعلاميات ولا لجنة الانتخابات وفي المباريات، بل أقوى المباريات تجد المسألة لا تتجاوز اعتراضات وحزازيات وانكسارات وإصابات وضجيجا في المدرجات. هذه اللعبة الثقافية الرائقة التي تجاوزت فنون المسرح وتخطت حكايات السينما وقفزت على كثير من الثقافات والأمنيات والآهات والأناشيد والأغنيات هي بالنسبة لنا فش غل وتلاعب ووطقطقة، هي بالنسبة للبعض حلبة القبيلة ووثنية التشجيع وتمسك بالعدد وبالبحث عن النكد. لقد حاولت مرارا أقول لهم لا تقحموا الأطفال ولا تستدرجوا الأجيال لمثل هذه الأحوال فلسنا نستفيد حتى أنديتنا التي نقاتل بعضنا من أجلها هي مجرد هلام لم ينفع معها النفخ ولم ينقذها الإعلام فكل خطوة محسوبة بالتشكيك والمؤامرة والقصد وكل قفزة نعنيها إلى الأمام هي مجرد أمر مبكٍ مبني على القهر. أعترف أني فشلت في تخفيف الأمر وحاولت في أكثر من كتابة أن أظهر جمال اللعبة وحلاوة المنافسة وبساطة الأشياء التي تحيط بها بحكم رهاني على العقلاء لكن لا عقل ينفع ولا هدوء يفيد، المسألة أسرع مما أتوقع وكأن البعض يريدها كذلك حيث تحول الجميع إلى الخانة الضيقة والزاوية المختنقة وكأن البعض يهدف إلى هذا الأمر أو يعمل عليه. كرة القدم اللعبة الأجمل في العالم لذلك أعتقد أن الأوساط الثقافية والجهات الاجتماعية المعنية هي مسؤولة عن العمل على لجان تثقيف أو تصفية وتنقيح أو إعادة صياغة الأمر بطريقة تعيد الأمر إلى نصابه فحتى ساعات الصفاء التي منحنا إياها المنتخب عدنا لنعكرها خاصة إذا أدركنا أننا نبحث عن التعكير فلقد فكرت فوجدت نفسي أعجز عن مجاراتهم وأعجز عن التفكير. أخيرا نتمنى من البعض وهم الذين يتحلون بروح المسؤولية من رؤساء أندية وإعلام وصناع قرار العمل على إخراجنا من هذا المضيق، الذي يكدر الخاطر بعيدا عن الضحك على أوتار القهر. *خاص بالعربية.نت - رياضة ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.