معرض الشارقة الدولي للكتاب استضاف في دورته الحالية فن الكوميكس الذي يعتمد السرد القصصي بواسطة الكوادر المصورة، ويجمع بين الأدب والرسم. العرب [نُشرفي2016/11/09، العدد: 10450، ص(15)] مجلة سندباد بذور ناضجة لفن الكوميكس الشارقة- ثمة اهتمام عربي بات لافتا، خاصة عبر معارض الكتب، بفن “الكوميكس”، أو “فن القصص المصور” ويسمى كذلك “الفن التاسع” الذي شهدت بداياته، منذ منتصف القرن الماضي، تجارب متفرقة تمثلت برسوم فناني الكاريكاتير والرسوم التوضيحية التي ضمها المطبوع العربي، الذي احتوى، كذلك، على فن القصة المصورة الموجهة للأطفال بمختلف أعمارهم وفئاتهم العمرية. يعتمد فن “الكوميكس” السرد القصصي بواسطة الكوادر المصورة، ويجمع بين الأدب والرسم، هذا الفن الذي أصبح الآن قادرا على مخاطبة جميع الأعمار، لما ينطوي عليه من مواكبة للتحولات التي تجري في مجتمعاتنا المعاصرة، بحس نقدي لا يخلو من السخرية. واستضافت الدورة الـ35 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تقام حاليا في مركز اكسبو الشارقة، فن “الكوميكس”، نظرا إلى الشهرة التي أصبح يحظى بها هذا الفن، والذي استطاع خلال السنوات الماضية أن يجذب الكثير من الشباب وأن يكون جزءا من هوياتهم. وخلال الجلسة الحوارية التي نظمت بقاعة الفكر ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، قالت مروة عبيد العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، إن فن “الكوميكس” هو “أحد أهم دعائم وروافد التربية الثقافية التي تساهم في صياغة وتكوين شخصية أطفال هذا الجيل، وتنمية الاتجاهات الإيجابية فيهم”، وأوضحت أن تخصيصهم لعرض فن “الكوميكس الياباني” هدف إلى “مساعدة المشاركين على إنتاج وتطوير قصص جديدة، وتدريبهم على كيفية رواية قصصهم المصورة بطريقة ممتعة وسلسة، إلى جانب اطلاعهم على أحدث التقنيات المستخدمة في هذا المجال”. ومن جانبه قال علي الشعالي، مؤسس دار الهدهد للنشر والتوزيع، في الجلسة الحوارية “من خلال عملنا في هذا المجال اكتشفنا أن هناك شريحة كبيرة من المهتمين بفن الكوميكس من الفنانين والكتاب والرسامين ومن القراء كذلك، ورأينا أنهم يعتمدون في الأساس على مواد أُنتجت في دول أخرى مثل اليابان وغيرها، وأنهم يتحملون في سبيل ذلك اللغة والمواضيع والثقافة المختلفة، وهو ما دفعنا إلى السعي لإنتاج إصدارات في هذا الفن ترتبط بالمجال الإماراتي”. وحول أهمية فن الكوميكس بالنسبة إلى الأطفال قال الشعالي “طفل اليوم محب جداً للمغامرة والتي يجدها في الكوميكس، لكني أعتبر أن أهم ما يميز هذا الفن عما سواه من الفنون الأخرى، أنه مختصر، وتتداخل وتتشابك فيه الفنون، كما يمكنه تحمل مواضيع تتسم بسقفها العالي، هذا إلى جانب إمكانية تحويل القصة فيه إلى أعمال تلفزيونية كرتونية”. يذكر أن العديد من دور النشر العربية، قامت بإصدار عدد من كتب القصص المصورة الخاصة بهذا الفن، لسد عجز كبير في المكتبة العربية في هذه النوعية من الكتب، بما يفتح المجال للمزيد من انتشار ورواج هذا الفن في المجتمعات العربية. أول إصدارات هذا الفن عربيا، جاء منقولا ومقتبسا عن حلقات عالمية شهيرة، مثل “غراندايزر”، و”سوبرمان”، و”بات مان”، وغيرها، إلا أن أولى المبادرات التي احتوت على نماذج وشخصيات عربية مبتكرة جاءت مع جهود الفنان المصري الراحل حسين بيكار، الذي أصدر مجلة “سندباد” عن دار المعارف القاهرية، وهي المجلة التي احتوت على بذور ناضجة لفن الكوميكس. وبذلك يمكن رصد “فن الكوميكس” بوصفه ممارسة ثقافية وفنية تضاف إلى واقع الحراك الثقافي العربي، سواء عبر قصص الأطفال المشوقة ومغامراتها، أو قصص أخرى تنقل الواقع بصورة ساخرة. :: اقرأ أيضاً فتيان الزنك رواية التوابيت المغلقة على آلاف القصص رواية الكاتبة العربية احتجاج نسوي سلس السيرة العمانية للشاعر حميد سعيد في كتاب جديد