تضاربت الآراء في الشارع الإيراني حيال نتائج أحدث جولة مفاوضات «نووية» بين بلادهم والدول الست الكبرى في جنيف، والتي لمحت خلالها طهران إلى استعدادها للحد تدريجاً من نشاطات التخصيب الحساسة، ما يسمح بتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وعكس استطلاع في طهران، تفاوتت آراء السكان بين تأكيد بعضهم على ضرورة رفع العقوبات «لإقامة علاقات مع العالم»، وبين قناعة آخرين بان الموقف «لم يتغير كثيراً عن الماضي، إذا لم تنجح حكومة الرئيس الجديد حسن روحاني في كسب الثقة في الداخل». وأكدت روسيا أن المفاوضات التي جرت في جنيف هذا الأسبوع «مبشرة جداً»، فيما شددت إسرائيل على ضرورة عدم رفع العقوبات الدولية عن إيران إلى حين التأكد من تفكيكها برنامجها النووي، معلنة أن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو سيتحدث الأسبوع المقبل مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في شأن مفاوضات جنيف، أي قبل عقد جولة المحادثات المقبلة في 7 و8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني أن «أحداً يجب ألاّ يتوقع حصول انفراج بين ليلة وضحاها، على رغم أن الاقتراح الإيراني أظهر مستوى من الجدية والمضمون لم نشهد مثله سابقاً». وأفادت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن وطهران تختلفان في شأن أي تخفيف للعقوبات سينفذ لو اتخذت ايران خطوات لتقليص برنامجها النووي، وأن أي تخفيف سيتناسب مع تحركات ايران. وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي أن إدارة الرئيس باراك اوباما لم تقرر إذا كانت ستحض الكونغرس على الامتناع عن فرض عقوبات إضافية على إيران، وهو ما طلبته الأخيرة قبل الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف. وحتى إذا وعدت إيران باتخاذ خطوات جدية، يرجح ألا يرضي ذلك أعضاءً بارزين في الكونغرس الأميركي يتخذون عادة خطاً أكثر تشدداً من إدارة الرئيس أوباما تجاه إيران. وكان مشرعون أميركيون، بينهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت منينديز، أبدوا رغبتهم في تجميد إيران نشاطات تخصيب اليورانيوم المنخفضة المستوى الذي يستخدم في محطات لتوليد الطاقة، قبل أن يتخذوا خطوات لتخفيف العقوبات الحالية، أو حتى يوافقوا على عدم السعي لفرض عقوبات أشد. وفي مقابل إعلان ألكسندر لوكاشفيتش، الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية أن الاقتراحات الإيرانية «قد تدفع عملية التفاوض قدماً، في ظل إظهارها نية طهران في تسوية القضايا التي تقلق الغرب»، رأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه «من السابق لأوانه استنتاج خلاصات. نظراً إلى ما شهدناه منذ سنوات من إيران، ومع بقاء المرشد الأعلى (للجمهورية الإسلامية) علي خامنئي نلتزم بانفتاح حذر». وتابع فابيوس: «منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في إيران هناك تغير لا شك فيه في اللهجة. ننتظر أن ينعكس هذا تغييراً في المضمون، ولن نخلط المظاهر بالواقع».