×
محافظة المدينة المنورة

محافظ بدر يبحث احتياجات الجهات التابعة لوزارة العمل

صورة الخبر

الولايات المتحدة معذورة حين تهمل العالم العربي. هل كان على أوباما أن يهتم بما لم نهتم به من قضايانا الجوهرية؟ خليفته، سواء كان رجلا أم امرأة لن يكون أسوأ منه حين يرانا بعين الحقيقة. العربفاروق يوسف [نُشرفي2016/11/09، العدد: 10450، ص(9)] بالنسبة إلى الأميركيين سيكون هناك فرق سطحي غير أنه مهم بين رئيس ورئيسة، هما دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، هو الفرق بين الرجل والمرأة. وفق ما أتوقع فإن فرصة هيلاري ستكون أكبر من فرصة ترامب بالاستناد إلى ذلك الفرق. فمثلما فعلها الأميركيون يوم انتخبوا أول رئيس من أصول أفريقية، فإنهم سيفعلونها لينتخبوا أول امرأة لرئاسة بلادهم. في الحالتين الدافع نفسه. محاولة استعراضية للظهور إلى العالم بوجه جديد. وهو ما لن يكون العرب معنيين به. فهو شأن أميركي داخلي، هو أقرب إلى التسويق من اقتراح سياسات جديدة. فباراك أوباما الذي كان سيئا من وجهة نظر عربية لم يكن كذلك أميركيا ولا عالميا. وبعكس ما يتوقع المراقبون فإن ترامب قد يكون هو الأقرب إلى أوباما من جهة إهماله للقضايا العربية. من المؤكد أن كلينتون ستولي تلك القضايا شيئا من الاهتمام، بطريقة حازمة تنسي العرب أيام أوباما، غير أن ذلك لا يعني أن شيئا لافتا من التغيير سيطرأ على الموقف الأميركي من العالم العربي. لا يحدث ذلك بسبب العلاقة الإستراتيجية التي تربط الولايات المتحدة بإسرائيل، فذلك الأمر محسوم بطريقة لا تقبل النقاش، بل لأن العالم العربي لا يزال غير قادر على إثبات شراكته من مستوى ندي، يستدعي أن تأخذ الولايات المتحدة وجهة نظره بعين الاعتبار. الفرق بين الاثنين أن ترامب الذي تراجع عن لغته العنصرية سيعود إليها وإن من تحت الطاولة، أما كلينتون فإنها ستبذل جهودا من أجل نيل المزيد من التنازلات العربية من أجل أن ينال العالم العربي رضاها. وكما أرى فإن دولا عربية كبيرة صارت تدرك أن العلاقة بالولايات المتحدة ميؤوس منها. وهو ما يدفع بتلك الدول إلى ألا تأمل في وقوع ما يمكن أن يسرها سواء كان الرئيس هو ترامب أو كانت هيلاري هي الرئيسة. العلاقة الأميركية بالعرب هي اليوم في أسوأ مراحلها. المعارك التي تديرها الولايات المتحدة في الموصل العراقية الآن، وفي الرقة السورية في القريب العاجل، ليست سوى واجهات ترقيعية لأخطاء، سبق أن ارتكبتها ولم تفصح عن تفاصيلها ولا أحد من العرب يجرؤ على الكشف عنها. تلك الواجهات لا تهم أحدا، باستثناء ضحاياها. وهو ما كان على العرب أن يتفادوا الوقوع في فخه. لولا الكسل العربي لما تمكن تنظيم داعش من أن يتمدد براحة على مساحة كبيرة من الأرض العربية. وهو ما ألهم الولايات المتحدة المزيد من الإهمال للعرب. فمَن لا يهتم بقضاياه لا يستحق أن يهتم به الآخرون. لا تقوم السياسة على قواعد ثابتة. أما إذا كانت المصالح الاقتصادية مضمونة فإن اللعب يكون مكشوفا أكثر. وهو ما صارت الولايات المتحدة تمارسه في ظل الرضوخ العربي لكل إملاءاتها. العالم العربي بالنسبة إلى الولايات المتحدة ليس رقما صعبا. ليس لدى الأميركيين ما يخسرونه في العالم العربي. وهو ما لا يمكن أن نغفره لأنفسنا. لقد خسرنا قضايانا المصيرية بيسر لا يمكن توقع حدوثه. كانت لدينا فلسطين قضية مركزية فإذا بتلك القضية تتراجع أمام تقدم مآس في العراق وسوريا واليمن وليبيا، هي من صنعنا، وإن بدونا أضعف من أن نواجهها. وهنا بالضبط تكمن علتنا. لقد أشركنا الآخرين في حل مشكلاتنا. لم نكن في حجم المسؤولية. وإلا ماذا تفعل إيران وتركيا بوجودهما المسلح على الأراضي العراقية والسورية؟ كيف نسمح لإيران بأن تنصب رئيسا على لبنان؟ الولايات المتحدة الأميركية معذورة حين تهمل العالم العربي. هل كان على أوباما أن يهتم بما لم نهتم به من قضايانا الجوهرية؟ خليفته، سواء كان رجلا أم امرأة لن يكون أسوأ منه حين يرانا بعين الحقيقة. كاتب عراقي فاروق يوسف :: مقالات أخرى لـ فاروق يوسف رئيس أم رئيسة.. ما الفرق عربيا؟, 2016/11/09 العراقيون ولعنة داعش, 2016/11/08 درس القمرين, 2016/11/07 فؤاد كامل الرسام الحركي الذي استعادته مصر, 2016/11/06 ليس هناك نصف خيانة, 2016/11/05 أرشيف الكاتب