يعيدني كثير مما أشاهده اليوم ممن ينظر إليهم الأبناء على هذا المثل أو الجزء من بيت الشعر حيث إنه مهما تطورنا وملكنا من الأموال، والضياع والثمرات فلن يكون أي من هذا ذا قيمة إن لم يكمل بخلق حسن واحترام وقيم عالية تبحث عن التميز والاحترام والتوازن في المجتمع. أمر نشكو منه هذه الأيام ولعلي تطرقت له كثيرا في مقالات سابقة وسأستمر في طرقه ما دمت أرى ما أراه من تراجع الاهتمام بالخلق القويم والاحترام الذي يعانيه المجتمع رغم أنه ليس من تراثنا ولا قيمنا التي تربينا عليها، ونحاول أن نغرسها في الأبناء. يمكن القول إن الحالة التي يعيشها كثيرون منا جعلتهم ينسون دورهم الاجتماعي وأهمية التعامل مع الآخرين باحترام وأدب، على اعتبار أن هذا من المهمات لتكوين الشخصية والحصول على المزايا الاجتماعية، هذه الحالة تستمر في الانتشار والتأثير في كثير ممن نتعامل معهم بشكل يومي. احترام الكبير فُقد مع مشاهدتنا للكبار منا وهم يتعاملون بفوقية مع كبار السن أو يهينون من تحت أيديهم من العمالة. مع مشاهدتنا الكم الكبير من الإهمال الذي يطول المعلمين وما نشاهده من تجاوزات لا نرى ما يبررها أو يمنعها من الأنظمة أو أولياء الأمور أنفسهم. حالة مع تغلغلها بدأت في الإساءة لسمعتنا في كل مكان، ومع وسائل التواصل المؤثرة في المجتمعات نجد أنفسنا نخسر كثيرا من الاحترام الذي يستحقه مواطنو بلد كهذا. على أن الغالبية لا يمكن أن يرضوا أن يكونوا ضمن هذا الوصف الخطير، لكن الفرد الواحد يمكن أن يسيء لشعب بأكمله، ولعلنا نشاهد كيف يتم الربط بين الجنسية والأشخاص الذين يتسببون بالإساءة للآخرين. هنا يجب أن نضرب على أيدي كل من يسيء لسمعة الوطن وأهله وأن يكون تعاملنا أكثر قسوة مع من يمثلون القدوات في المجتمع ويسهمون في الإساءة له بسلوكيات تؤكد أنهم ليسوا على مستوى الاحترام أو التقدير الذي يبديه لهم الآخرون. حادثة اللاعب الذي تعامل بعدم احترام مع مضيفة طائرة لا تعدو كونها مؤشرا على تردي أخلاق البعض وقد يكون ما وصل وسائل الإعلام قليل من كل، وهو يتطلب أن نمنع مثل هذا من البقاء ضمن أنديتنا بمساهمته في الإساءة للمجتمع بأكمله.