خلافات الأحزاب تعطل مسار تشكيل الحكومة المغربية تشي الحرب الكلامية بين الأحزاب السياسية المغربية بتصاعد حدة الخلافات بينها، الأمر الذي عرقل جهود رئيس الحكومة المكلف من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس منذ نحو شهر، في تشكيل الحكومة الجديدة. العرب [نُشرفي2016/11/08، العدد: 10449، ص(4)] المهمة ليست بالسهولة التي يتوقع الرباط - بدأت بوادر أزمة سياسية تلوح في الأفق بعدما عجز رئيس الحكومة المكلف عبدالإله بن كيران عن التوصل إلى توافق مع بعض الأطراف السياسية حول التشكيلة الحكومية المقبلة. ووصلت مشاورات تشكيل الحكومة إلى باب مسدود، بعد اصطفاف حزب الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري إلى جانب الأمين العام الجديد لحزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، وبعد أن طالب الأخير بن كيران باستبعاد حزبي الاستقلال والتقدم والاشتراكية من الأغلبية الحكومية المقبلة، وهو الأمر الذي اعتبره حزب العدالة والتنمية “ابتزازا”. وردا على رفض الأحرار مشاركته في الحكومة هاجم حزب الاستقلال عزيز أخنوش الذي يتولى حاليا منصب وزير الفلاحة والصيد البحري عبر جريدة “العلم” (لسان حال حزب الاستقلال) محملا إياه المسؤولية السياسية عن وفاة محسن فكري، بائع السمك في الحسيمة. ووصف حزب أخنوش تلك الاتهامات بـ”الأكاذيب التي تهدف إلى زرع الفرقة لخدمة حسابات سياسية ضيقة”. وأوضح الحزب أن بعض الجهات تهاجمهم من أجل تلميع صورتها السياسية والتشويش على مسار مشاورات تشكيل التحالف الحكومي٬ عبر توجيه اتهامات باطلة تستهدف شخص رئيسه، والأسس الراسخة التي يستمد منها “التجمع الوطني للأحرار” هويته السياسية. وبحسب متابعين للشأن السياسي في المغرب فإن بن كيران يواجه تحديا كبيرا يتمثل في التوفيق بين تحقيق نصر سياسي تاريخي يجمع للمرة الأولى الإسلاميين بأحزاب الحركة الوطنية المعروفة تحت اسم “الكتلة” وهي: “الاتحاد الاشتراكي” و”الاستقلال” و”التقدم والاشتراكية”، وبين ضمان غالبية برلمانية مريحة في ظل تململ زعيم “الاتحاد الاشتراكي” إدريس لشكر. من المبكر الحديث عن فشل بن كيران بحكم عدم انقضاء المدة التي يمنحها له الدستور المتمثلة في 45 يوما ورغم ما يواجهه بن كيران من عراقيل فإن الباحث في العلوم السياسية والدولية حفيظ الزهري قلل في تصريح لـ”العرب” من شأن التوقعات التي تتحدث عن فشل رئيس الحكومة في الحصول على أغلبية مريحة، مشيرا إلى أنه من المبكر الحديث عن فشل بن كيران بحكم عدم انقضاء المدة التي يمنحها له الدستور المتمثلة في 45 يوما والتي لم يمر منها سوى الثلثين. وأضاف الزهري أن “هذه الضغوط وفي غياب موقف واضح من حزب الاتحاد الاشتراكي ستجعل بن كيران أمام خيارين لا ثالث لهما؛ فإما إعلان حكومة أقلية وبالتالي إعلان فشله في تشكيل حكومة ذات أغلبية، وإما تقديم المزيد من التنازلات لفائدة معسكر الأحرار والحركة الشعبية والدستوريين، وهذا أمر مستبعد لوجود تيار قوي داخل العدالة والتنمية يرفض التخلي عن حزبي الاستقلال والتقدم والاشتراكية، وهذا قد يؤدي إلى أزمة حكومية قد تكون من نتائجها انتخابات تشريعية سابقة لأوانها. من جانبه قال رئيس الحكومة المكلف عبدالإله بن كيران في تصريحات صحافية “سأظل أتعامل مع كل الأطراف بالجدية والمعقول وإذا عجزت عن تشكيل الحكومة فلن أدخل أي متاهات، سأرجع إلى الملك وأخبره بأني فشلت في تشكيل الحكومة وأعود إلى بيتي، الناس قالوا كلمتهم وملك البلاد اتخذ قراره والباقي لا يهمني”، مضيفا “لن أخضع للابتزاز، انتهى الكلام”. وحسب المعطيات، فإن المفاوضات توقفت عندما قررت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية رفض ما اعتبرته “ابتزازا”، وتقييد بن كيران بضرورة الاحتفاظ بحزبي التقدم والاشتراكية والاستقلال كحليفين ضروريين في أي حكومة مقبلة، فيما لا تزال الاتصالات مع الحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي متواصلة. من جهته دعا حزب الأصالة والمعاصرة رئيس الحكومة المكلف إلى تحمل كامل مسؤولياته الدستورية والإسراع بإكمال كل مستلزمات تشكيل الحكومة. واعتبر المكتب السياسي للحزب أن كل تأخر سينعكس سلبا على باقي البناء المؤسساتي والدستوري، وعلى الأوضاع في البلاد. :: اقرأ أيضاً مصر تلوح بورقة إيران لترتيب علاقتها بالسعودية إنزال دبلوماسي لدمشق وطهران في قصر بعبدا بعد أسبوع من انتقاد الشيخ تميم للاستهلاك: خطة للتقشف تبدأ بزيادة الرواتب العاهل الأردني يدعم حكومة الملقي دون منحها صكا على بياض