الجزيرة - المحليات: أوضح مدير عام الدفاع المدني اللواء سليمان بن عبد الله العمرو أن جهاز الدفاع المدني السعودي يقف على أعتاب مرحلة جديدة لتطوير قدراته الآلية والبشرية والارتقاء بجودة خدماته بما يتناسب مع التطور الكبير الذي تنعم به المملكة في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - في جميع المجالات، وبما يحقق أعلى مستويات الجاهزية والاستعداد لمواجهة كافة الأخطار المرتبطة بتسارع عجلة التنمية في كافة أرجاء بلادنا المباركة. وأشار اللواء العمرو في حوار لـ(الجزيرة) بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني لعام 2014م إلى حرص المديرية العامة للدفاع المدني على بناء شراكات حقيقية فاعلة مع كل مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية، ومؤسسات العمل التطوعي، من أجل تعزيز الإجراءات الوقائية ضد كافة المخاطر والحوادث، والإفادة من قدرات هذه المؤسسات في تنمية الوعي الوقائي ونشر ثقافة السلامة نحو مجتمع آمن بمشيئة الله تعالى مؤكداً أن نجاح الدفاع المدني في بناء هذه الشراكات يمثل الركيزة الأساسية في أداء مهامه في حماية مكتسبات الوطن وسلامة أبنائه والمقيمين به, ويحقق أفضل استفادة من الإمكانات الضخمة التي وفرتها الدولة - رعاها الله - للدفاع المدني لأداء مهامه الإنسانية والوطنية على الوجه الأمثل. وكشف اللواء العمرو خلال الحوار عن وجود خطة متكاملة للمديرية العامة للدفاع المدني للاستفادة من احتفالات اليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام في الارتقاء بالوعي المجتمعي باشتراطات السلامة في المنشآت العامة والخاصة وأماكن العمل من خلال عدد كبير من الأنشطة والبرامج التوعوية والزيارات الميدانية والتي تهدف إلى تعزيز مسؤولية الأفراد والمؤسسات للالتزام بإجراءات السلامة ودعم جهود رجال الدفاع المدني في التصدي لأي مخالفات لها.. وفيما يلي تفاصيل الحوار: مع الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني.. كيف يرى اللواء العمرو واقع جهاز الدفاع المدني السعودي، مقارنة بالأجهزة المماثلة في الدول الأخرى؟ لا خلاف على أن جهاز الدفاع المدني في المملكة شهد خلال السنوات العشر الماضية تطوراً كبيراً في إمكاناته من حيث القوى البشرية، أو الآليات والمعدات وهو ما يتضح في امتداد خدماته لجميع أرجاء المملكة بما في ذلك القرى والهجر، وقدرته العالية في التعامل مع مختلف أنواع الحوادث التي تدخل في نطاق عمل الدفاع المدني. والحقيقة أن هذا التطور الكبير الذي تحقق يرجع بعد توفيق الله سبحانه وتعالى إلى ما وفرته الدولة - رعاها الله - من إمكانات وموارد ضخمة لتطوير قدرات الدفاع المدني لأداء رسالته في حماية الأرواح والممتلكات، والأمثلة على ذلك كثيرة، نذكر منها برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير آليات الدفاع المدني، والذي كان له أطيب الأثر في امتلاك الجهاز لعدد كبير من أحدث الآليات والمعدات، منها معدات صنعت خصيصاً للدفاع المدني السعودي على ضوء احتياجات الوحدات والفرق الميدانية، وكذلك مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير المقرات الأمنية الذي استفاد الدفاع المدني منه كثيراً في إنشاء مراكز ومنشآت حديثة توفر بيئة محفزة لرجال الدفاع المدني، وكذلك برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الذي أتاح فرصة ابتعاث عدد كبير من ضباط الدفاع المدني لنيل أعلى الشهادات العلمية في التخصصات التي تدعم جهود وبرامج تطوير الجهاز, وبمشيئة الله تعالى سوف تستمر برامج وخطط تطوير قدرات الدفاع المدني لاستيعاب التغيرات النوعية في المخاطر التي يتعامل معها رجال الدفاع المدني والمرتبطة بما تشهده المملكة من نهضة في كافة المجالات الصناعية والتجارية والسياحية والتعليمية ووسائل النقل والمواصلات وغيرها، والاستعداد الكامل للتعامل مع الحوادث المرتبطة بتطور هذه الأنشطة.. وأقول إن جهاز الدفاع المدني يقف حالياً على أعتاب مرحلة جديدة في مسيرة تطوره تتضمن تطوير إستراتيجية التدريب وتعتمد التخصص الدقيق في أداء المهام للوصول لأعلى مستويات الجاهزية للتعامل مع مختلف أنواع المخاطر والحوادث، إلى جانب تطوير وتحديث الآليات والمعدات وتحسين بيئة العمل في جميع الفرق والوحدات الميدانية وزيادة الاستفادة من تقنية الاتصالات والمعلومات في الارتقاء بجودة الأداء. تحرص المملكة على مشاركة المجتمع الدولي الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني كل عام.. فما دلالة ذلك؟ كانت المملكة ولا تزال سباقة في دعم كل جهد أو عمل يستهدف خير وسلامة الإنسان أينما كان، وما أكثر الشواهد والمواقف التي تسطر بأحرف من نور للملكة في مجال الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الكوارث في كثير من دول العالم. وفي هذا الإطار يأتي الحرص على المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني والذي يهدف إلى التعريف بالجهود الضخمة التي تبذلها أجهزة الدفاع المدني في جميع دول العالم ومناقشة كافة المسائل والموضوعات من أجل دعم هذه الجهود وإيجاد حلول لبعض المشكلات التي تواجه رجال الدفاع المدني أثناء أداء مهامهم ، بالإضافة إلى نشر ثقافة السلامة والتوعية الوقائية ضد كافة المخاطر ذات العلاقة بأعمال الدفاع المدني. وهنا لابد أن نذكر بكل الشكر والعرفان توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، رئيس مجلس الدفاع المدني، بضرورة المشاركة الفاعلة في الاحتفال بهذه المناسبة العالمية والإفادة منها في تنمية الوعي المجتمعي وتعزيز مسؤولية الأفراد والمؤسسات في دعم جهود رجال الدفاع المدني لأداء مهامهم ، والاحتفاء بذكرى الشهداء منهم ودعوته الكريمة لأمارات المناطق بالمشاركة في الفعاليات التي تقام في هذه المناسبة كما أنه لابد أن نذكر بكل التقدير حرص أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق على رعاية الفعاليات التي تنفذها مديريات الدفاع المدني على مستوى المملكة وتشريفهم للكثير منها، في دلالة واضحة وجلية على مدى عناية واهتمام ولاة الأمر بسلامة أبناء الوطن والمقيمين به ودعمهم لرجال الدفاع المدني من أجل تحقيق هذا الهدف. اختارت المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني (نحو مجتمع آمن) شعاراً للاحتفال باليوم العالمي هذا العام.. فما هي الرسالة التي يهدف الشعار لتوصيلها؟ لا أبالغ عندما أقول إن الرسالة التي يحملها شعار اليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام هي ترجمة عملية لمقولة (كلنا دفاع مدني) والتي أطلقها فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز يرحمه الله قبل عدة سنوات من رحيله, تأكيداً على ضرورة استشعار كل مواطن ومسؤول لمسؤوليته في مساندة رجال الدفاع المدني لأداء رسالتهم على أسس وركائز واضحة.