هل ترى الحياة سوداء؟ هل تجتاحك الأفكار السيِّئة حول الحياة والمستقبل؟ هل تمنعك إحباطاتك من أن تفعل ما يجب عليك فعله؟ هل تشعر بالعجز أحياناً أمام هذه الأفكار والمشاعر السلبية؟ إذاً أنت تعاني مما يُسمّى بالتفكير السلبي الذي قد يتطوّر في النهاية إلى حالة من القلق المزمن، ثمّ إلى يأس واكتئاب. وحتى تتجنب ذلك، عليك أن تقي نفسك من التفكير السلبي. 1/ تعريف التفكير السلبي: التفكير السلبي باختصار هو التشاؤم برؤية الأشياء، والمبالغة في تقييم الظروف والمواقف، فهو الوهم الذي يُحوِّل الّلاشيء إلى حقيقة ماثلة لا شك فيها. وهذا على عكس التفكير الإيجابي الذي هو التفاؤل بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، والنظر إلى الجمال في كل شيء وانتظار الخير مع كل لحظة. والأفكار السلبية تجتاحنا إثر مواقف تحدث لنا في البيت والأسرة والمدرسة والعمل، وتتزايد قوّتها عندما لا نكون على ثقة تامة بأنفسنا، وحين نكون مترددين ومهيئين للركض خلف كل انفعال عاطفي، وجاهزين للانسياق خلف كل موقف وتبعاته من ردات فعل سلبية نظل نجد آثارها على مدى بعيد. ولو تأمّلناها قليلاً، لتيقّنا أننا كنّا نضخم الأمور ولا نتعامل أبداً معها برويّة وموضوعية. إن مشكلة هذه الأفكار السلبية أنك لا تعلم عنها ذلك، بل تتعامل معها على أنها حقيقة واضحة، ولذلك تأتي آثارها أعنف مما يجب، حيث إن مثلها مثل الغضب الذي ما أن تهدأ ثورته حتى تندم على ما فعلت، وترى أنّ ما حدث ما كان ليستحق كل هذه الثورة. 2/ أسباب التفكير السلبي: أ) الانتقادات والتهكم اللذان ربّما يتعرّض لهما الفرد من محيط أسرته أو عمله أو أقاربه. ب) ضعف الثقة بالنفس والانسياق السريع خلف المؤثرات والانفعالات الوجدانية والعاطفية والاسترسال دونما رويّة في الانفعالات والابتعاد عن الثبات والهدوء اللذين يمهدان لشخصية إيجابية الفكر والسلوك. ج) تركيز الإنسان على مناطق الضعف لديه ومن ثمّ تضخيمها حتى تصبح شغله الشاغل. د) الانطواء على النفس والبُعد عن المشاركات الاجتماعية الايجابية والتدريب على التفاعل الاجتماعي. ه) عقد المقارنات بين الفرد وبين غيره من الذين يتفوّقون عليه مع تجاهله لمواطن القوّة والتميُّز لديه. و) المواقف السلبية التي مرّ بها الفرد في صغره. ز) الحساسية الزائدة لدى البعض من النقد أو من التوبيخ. ح) الفراغ وكفى به داء، وكما يقال: نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر. ط) تضخيم الأشياء فوق حجمها وعدم تفهُّم المواقف بعقلانية وهدوء. ي) اتخاذ أصدقاء سلبيين في أفكارهم ونظرتهم. ك) الخوف والقلق والتردُّد يصنعان شخصية مزدحمة بالأفكار السلبية. ل) مشاهدة البرامج أو الأفلام أو قراءة مقالات تحمل طابعاً سلبياً، فإنّ لذلك أكبر الأثر. م) الاكتئاب والسوداوية في رؤية الأمور والمواقف. 3/ كيف نتخلص من التفكير السلبي؟ هذه بعض النصائح التي باتباعها مع قليل من الصبر والمثابرة نستطيع أن نحقق ذلك: أ) الثقة بالنفس أولى خطوات التخلص من التفكير السلبي. تأمّل ذاتك جيداً وستجد الكثير من المواهب والقدرات التي تتميز بها، إلا أنك تصر على رؤية عيوبك وتضخيمها وتُركِّز على مشاكلك وتتأمّلها، وهنا يكمن الخطر. ب) الهدوء والاسترخاء أمر ضروري ومهم لاستعادة التوازن النفسي والذهني والعاطفي. ج) لا بدّ من وجود أهداف سامية علمية وعملية تسعى وتجد للوصول إليها، فالفراغ خير صديق لكل ما هو سلبي. د) خالط الأشخاص الإيجابيين وتعلَّم منهم. ه) إيّاك والانطواء على الذات، فالعزلة أحياناً مرتع خصب للأفكار السلبية. و) حذار من الوهم وحاول دائماً أن تُميِّز بين ما هو حقيقة وبين ما هو خيال. ز) إيّاك والاسترسال مع الانفعالات واحذر من الغضب وتماسك قبل أن تقدم على أي تصرف حتى لا تعيش رهين أفكار نشأت من ردات فعل متسرعة. ح) ابدأ صباحك بابتسامة ملؤها الرضا والغبطة، فلذلك عظيم الأثر. ط) لا تُركِّز على مثالبك وعيوبك. أمسك ورقة وقلماً واكتب نقاط القوّة لديك، حتماً ستتغير نظرتك. ي) ابتعد عن كل فكرة أو خاطرة علمت مسبقاً أنها تقودك إلى حالة سلبية. ك) إذا اجتاحتك الأفكار السلبية أو خاطرة تشاؤمية، ابق هادئاً واسترخ وتأمّلها بعين الموضوعية، لتجد أنك كنت تبالغ وتعطي الموضوع أكبر من حجمه.