ينبع - مروان قصاص - حامد الجهني: تنطلق اليوم أعمال المنتدى السعودي الثالث للصناعات التحويلية 2014 في مركز الملك فهد الحضاري بمدينة ينبع الصناعية، وذلك برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سليمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة وصاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وتتواصل فعاليات المنتدى والمعرض المصاحب له لمدة يومين بتنظيم من الهيئة الملكية لينبع بالتعاون مع مجموعة قلوبيا العالمية لتنظيم المعارض والمؤتمرات. ويتضمن حفل الافتتاح كلمة الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بينبع الدكتور علاء نصيف، وصاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع عن ما حققته الهيئة في مجال جذب الاستثمارات لإقامة الصناعات التحويلية، كما سيلقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سليمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة كلمة بهذه المناسبة. ويُعد المنتدى فرصة لالتقاء المستثمرين الذين يبحثون عن فرص في قطاعات البتروكيماويات والمعادن التحويلية في المملكة. ويهدف المنتدى إلى جذب استثمارات إستراتيجية جديدة وتأمين التنوع الاقتصادي والتنمية المستدامة تشارك فيه كبرى الشركات والشخصيات البارزة في مجال الصناعات التحويلية من خلال مشاركة أكثر من 20 راعياً،450 خبيراً ومهتماً ومستثمراً، وكذلك 50 عارضاً في المعرض الدولي للصناعات التحويلية على هامش أعمال المنتدى. وقدّر خبراء حجم الاستثمارات الحالية بمدينة ينبع الصناعية بأكثر من 150 مليار ريال، فيما يبلغ عدد الصناعات 175 صناعة أساسية ومتوسطة وخفيفة وتسعى الهيئة الملكية إلى تعزيز مفهوم الاعتماد على الصناعات التحويلية وجعلها واقعاً ملموساً. ويناقش المنتدى عدداً من المحاور من أهمها التوجهات المستقبلية للصناعات التحويلية المحلية والعالمية، واستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة بالصناعات بالمملكة، وكذلك تداول الخطط الإستراتيجية التي وضعتها الهيئة الملكية لتطوير قطاع الصناعات التحويلية من مختلف الأصعدة اعتماداً على الجدوى الاستثمارية والمزايا المتاحة، وإبراز الدور العملي للصناعات البتروكيماوية والمنتجات الخام الأساسية في دعم الصناعات التحويلية. وقال خبراء اقتصاديون ومستثمرون في الصناعات التحويلية إن نمو حجم الاستثمار الصناعي بالمملكة بلغ 800 مليار ريال بخلاف مدن الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وإن ضخامة استثمارات شركة أرامكو توتال للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب) البالغ نحو 50 مليار ريال، والتي سترفع الطاقة التكريرية للمملكة وتعزز الاقتصاد المحلي، وكذلك ضخامة الاستثمار ونوعية المنتجات سواء النفطية المكررة أو البتروكيماوية ومشروعات شركة صدارة للكيميائيات الذي يُعد أكبر مجمع للبتروكيماويات الأساسية والتحويلية بتكلفة 75 مليار ريال وتشيد 26 مصنعاً، وشركة كيان السعودية باستثماراتها الضخمة البالع نحو 48 مليار ريال وتضم 12 مصنعاً ومنتجات جديدة مميزة تجعل من المملكة واحدة من أبرز الدول في مجال الاستثمار في الصناعات التحويلية. وقالت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك) إن حجم الاستثمارات في الصناعات التحويلية بدول مجلس التعاون تضاعف بنحو مرتين ونصف المرة ليرتفع من 86.6 مليار دولار إلى 219.5 مليار دولار، كما أن عدد المصانع العاملة في هذا القطاع ارتفع خلال هذه الفترة من 7 آلاف و490 مصنعاً إلى 13 ألفاً و35 مصنعاً. كما يسعى المنتدى إلى إبراز الدور العملي للصناعات البترو كيماوية والمنتجات الخام الأساسية في دعم الصناعات التحويلية ومناقشة نماذج من التكامل والترابط الصناعي بين كل من الصناعات الأساسية والصناعات التحويلية، إضافة إلى تسليط الضوء على أهمية الصناعات التحويلية البتروكيماوية والكيميائية والتعدينية وما تحتويه من فرص استثمارية واعدة وفرص عمل للمواطنين، وشدد خبراء اقتصاديين وصناعيين على أن الصناعات التحويلية باتت هدفاً إستراتيجياً للاستثمار المحلي يجب التخطيط له والعمل على تحقيقه، وأوضحوا أن المنتدى يسعى لعرض الفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلية في كل من الجبيل وينبع ورأس الخير وغيرها لجذب استثمارات تصل إلى 200 مليار ريال، وأشاروا إلى أن هناك مبادرات اقتصادية تستهدف بناء الصناعات التحويلية، وخلق البيئة الحاضنة لها في كافة المدن الصناعية، وفي مقدمتها الجبيل وينبع ورأس الخير، والتوسع في الصناعات والأنشطة الثانوية والقيمة المضافة. وتخطط الهيئة الملكية وفق إستراتيجية عمل تفعيل مبادراتها الخاصة لإحداث نقلة تنموية هائلة لقطاع الصناعات التحويلية، وذلك من خلال الاستفادة من وفرة المواد الأولية الخام واللقيم التي تضخها المصانع الأساسية للبتروكيماويات بمدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين والتي تقدر طاقاتها الإنتاجية بأكثر من 60 مليون طن سنوياً وتطوير سبل توظيفها لصالح تنمية الصناعات التحويلية الوطنية وتنويع منتجاتها النهائية والاستهلاكية، حيث اعتادت المصانع البتروكيماوية السعودية خلال السنوات الماضية على تصدير منتجاتها والتي تعود للمملكة مرة أخرى ولكن كمنتج وسلعة نهائية، وشددا على أن الهيئة عازمة على وضع حد لهذه الدورة الإنتاجية غير المجدية التي لا تخدم الوطن ولا الاقتصاد الوطني ويستكمل المنتدى في نسخته الثالثة بمشاركة قادة الصناعات البتروكيماوية والتحويلية في العالم، والمستثمرين المهتمين بالصناعات التحويلية، والمسئولين الحكوميين رفيعي المستوى وإستراتيجية المملكة الاقتصادية الخاصة بتنمية وتطوير قطاع الصناعات التحويلية بالمملكة إجمالاً ولا سيما بالمدن الصناعية الثلاث ينبع والجبيل ورأس الخير ونظراً لما يمثله هذا المنتدى الدولي من أهمية كبرى في تحفيز الفكر الاستثماري تجاه الصناعات التحويلية التي بدأت تمثل مرتكزاً رئيساً لسياسة المملكة الاقتصادية والصناعية ومساراً جديداً لتنويع مصادر الدخل الوطني.