تمكَن المرصد الفلكي بمجاردة ثقيف، جنوب الطائف، عصر اليوم، من رصد الظاهرة الفلكية "العكسة" التي يهتم بها المزارعون، على الرغم من كثافة السحب، وقد استغرقت عملية الرصد كاملةً نحو نصف ساعة، لحين أن بلغَ وقت التقاط الظاهرة كحدث تمت مُشاهدته ومتابعته دقيقتين فقط، وفقاً لما أكدهُ الفلكي وخبير الأحوال الجوية ورصد الأهلة بالمرصد الفلكي بثقيف، محمد بن ردة الثقفي، حيثُ شاركَ معه عدد من الحسابين في عملية المتابعة والرصد. وأشار الفلكي الثقفي، أن هذه الظاهرة الفلكية التي تم رصدها عصر اليوم تُنبئ بإذن الله تعالى في انخفاض وهبوط لدرجات الحرارة ، ويبدأ ذلك تحديداً يوم الأحد 13 - 2 - 1438 هـ ، بمعنى بدء الأجواء الربيعية لدى المزارعين من خلال تقويم زراعي وليس فلكيا، يعتمد على الله سبحانه وتعالى ثُمَ على الظواهر الفلكية . وكشفَ الفلكي الثقفي لـ "سبق" التي تابعت الرصد، أن الظاهرة الفلكية تمثلت في تعامد الشمس ظاهريًا أثناء الزوال الذي تم بعد عصر اليوم السبت، مشيراً أن هذه الظاهرة تحدث كل 6 سنوات في دورة فلكية حسابية بالمرصد الفلكي الشمسي التاريخي، تُعرف بـ "العكسة" لدى حسابات المزارعين في تحديد دخول الفصول الأربعة ، وتحديد أبراج مواقيت الزراعة . وبينَ الفلكي الثقفي، أن ظاهرة العكسة هي عبارة عن عكوس مسار الظل الصادر من المَزّوَلة الصخرية أثناء تعامد الشمس في لحظة الزوال للغروب على أعلى سمت المَزّوَلة بالمرصد الفلكي، وتمت بحمد الله في مدة زمنية لم تتجاوز دقيقتين، وهي طويلة الإرتفاع بجبل تيوس يقابلها إشارات منقوشة على صخور مكونة من 7 أرقام تشمل إشارات مرزم الربيع ، ومرزم القيض في شهر الصيف ، في الجبل المقابل للمَزّوَلة جنوب شرق المرصد الفلكي ، والذي يقع بمدخل قرية المجاردة بثقيف التابعة لمحافظة ميسان جنوب الطائف . ولفت الفلكي الثقفي إلى أن هذه الظاهرة الفلكية تحدث كل 6 سنوات في دورة فلكية للأرض أثناء ميلان محورها حول الشمس بالإتجاه لخط الجدي جنوب الكرة الأرضية والتي تتعامد الشمس عليه يوم 22 من ديسمبر ليلة دخول فصل الشتاء فلكيًا وفق التوقيت الميلادي ، مؤكداً أن هذه الظاهرة حدثت بإذن الله عصر اليوم السبت عند الساعة 3.31 بتوقيت مكة المكرمة. وأوضح أن الشمس تتعامد مرة كل سنة على المزولة بصورة مختلفة عن الظاهرة الفلكية ليلة تحديد الفصول الأربعة المعروف بالتوقيت الزراعي لدى المرصد الفلكي. يشار إلى أن عملية الرصد ، شاركَ فيها عدد من المشرفين على المرصد الفلكي الشمسي، والمتخصصين في الحساب الزراعي بالمرصد، وهم الحسَابين الفلكيون: عيضه بن عبيدان الثقفي ، وحامد بن سعد الشريف ، وعطية عبيدان الثقفي ، وحسن بن شديد الثقفي ، وعوض الله ردة الثقفي ، وعطية بن عبد المعين الثقفي ، وذلك لإهتمامهم بالمحافظة على هذا الموقع الفلكي طيلة السنوات الماضية . يذكر أن المرصد الفلكي يُعدُ أقدم مرصد شمسي في المملكة ويُقدر عمره بألف سنة منذُ أن عُرفَ علم الفلك في ثقيف ولا يزال يعمل بضوابطه الهندسية الفلكية حتى الآن.