عواصم (وكالات) أعلن الجيش الروسي أمس، «هدنة إنسانية» جديدة في حلب لمدة 10 ساعات غداً الجمعة تبدأ من التاسعة صباحاً إلى السابعة مساء بالتوقيت المحلي، مطالباً المدنيين والمسلحين بمغادرة المدينة مع تأكيده على أن جميع الممرات الإنسانية التي أقيمت في السابق ستظل مفتوحة. وردت الفصائل المسلحة التي تشارك في معارك حلب برفض المبادرة الروسية مؤكدة أنها «غير معنية» بهذه الهدنة أحادية الجانب، وأنها لن تغادر المدينة. من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن جبهة «النصرة» تسيطر على شرق حلب وتحتجز سكانها (رهائن)، مبيناً أن موسكو تبحث عن حل للأزمة بالتعاون مع واشنطن وأنقرة والرياض والدوحة. من جهته، أعلن الجيش التركي أمس، أن قائد القوات المسلحة خلوصي آكار أجرى محادثات «بناءة» مع نظرائه الروس بشأن الوضع في حلب وسبل تسوية وتطبيع الوضع فيها، إضافة إلى سبل التصدي للتهديد الذي يمثله «داعش». وأعلن رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف أمس، أنه بناء على توجيه الرئيس فلاديمير بوتين «اتخذ قرار بإرساء هدنة إنسانية في حلب في 4 نوفمبر الحالي من الساعة 9:00 إلى الساعة 19:00» بالتوقيت المحلي، وذلك غداة تأكيد الكرملين أن الوقف المؤقت للضربات الجوية الروسية وضربات النظام السوري على حلب ما زال سارياً، لكنه لن يستمر إذا واصلت قوات المعارضة في المدينة هجماتها. وكانت روسيا أعلنت من طرف واحد «هدنة إنسانية» لثلاثة أيام انتهت في 22 أكتوبر المنصرم، بهدف إجلاء جرحى أو مدنيين أو مقاتلين راغبين بالخروج من أحياء حلب الشرقية المحاصرة من قوات النظام والتي تتعرض بانتظام لقصف جوي مكثف. إلا أن 8 ممرات فتحت لهذه الغاية بقيت مقفرة، بسبب اشتباكات حصلت على أحدها في اليوم الأول، ومشاعر من عدم الثقة والخوف لدى السكان والمقاتلين المعارضين للنظام. وتابع المسؤول الروسي «بما أن زملاءنا الأميركيين عاجزون عن فصل المعارضة عن الإرهابيين، فإننا نتوجه مباشرة إلى قادة المجموعات المسلحة وندعوهم إلى وقف المعارك والخروج من حلب بأسلحتهم». لكن العميد الركن أحمد بري، رئيس هيئة أركان الجيش الحر، أكد، أن الفصائل ترفض هذه الهدنة، وأنها لن تخلي حلب. كما أعلن ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل المشاركة بمعارك حلب، أنه «لا قيمة» لهذا للإعلان الروسي «من جانب واحد»، مضيفاً «لسنا معنيين به ولا نثق بالروس ولا بمبادراتهم». من جانب آخر، طرد مسلحو الجيش الحر مسلحي «داعش» بعد أن تسللوا صباح أمس واستولوا على بلدة اخترين غرب الباب وشرقي إعزاز شمال حلب، مستغلين الأجواء الممطرة وغياب التغطية الجوية. وقبل استعادة اخترين، أقرت الأركان التركية بأن التنظيم الإرهابي سيطر على 5 قرى شمال سوريا.