يعتبر محافظ «بنك الاحتياطي الهندي» «راغورام راجان» نموذجاً غريباً في آسيا، ففي حين يقدم محافظو البنوك المركزية الآخرين في المنطقة على ضخ مزيد من الهواء في فقاعات الأصول، حيث قلصت نيوزيلندا وكوريا الجنوبية أسعار الفائدة الأسبوع الماضي وربما تحذو أستراليا حذوهما قريباً، ينتهج «راجان» سياسة «التقدم ببطء». وبالطبع سيحسب له إظهار مثل هذا الانضباط وسيصب في مصلحة الهند. وقد أخذ محافظ «بنك الاحتياطي الهندي» نصيبه من التيسير النقدي خلال العام الجاري، مؤخراً في الثاني من يونيو الماضي. ولكنه لم يحاول التنافس مع أقرانه في المنطقة: إذ لا تزال أسعار الفائدة قصيرة الأجل عند 7.25٪، مقارنة بـ 5.1٪ في الصين، و3.25٪ في نيوزيلندا، وأقل من صفر في اليابان. كما أن «راجان» لم يقتف أثر الآخرين في التلاعب بمتطلبات الاحتياطيات البنكية وقواعد هوامش الإقراض لدفع أسعار الأسهم صعوداً. وليس من قبيل المصادفة أن أسعار الأسهم في بورصة «مومباي» تراجعت خمسة في المئة خلال العام الجاري، بينما قفزت أسهم «شنغهاي» 60 في المئة. وبدلاً من ذلك، واصل «راجان»، أستاذ الاقتصاد البارع في جامعة «شيكاغو»، الضغط على رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي». وجعل زيادة التيسير النقدي مشروطاً بإحراز تقدم في الإصلاحات الهيكلية التي وعد بها «مودي» قبل أكثر من عام مضى، عندما خاض حزبه «بهاراتيا جاناتا» الانتخابات العامة قبل عام مضى. وأثناء تحذيره من «التيسير النقدي التنافسي» الأسبوع الماضي، كان «راجان» يخبر الحكومة بأنه لن يخضع لضغوط خفض أسعار الفائدة في الدول الأخرى. ويدفع «راجان» الحكومة على وجه الخصوص إلى زيادة إنفاقها على البنية التحتية، ويرغب في التأكد من أن «مودي» يفعل الصواب إزاء «موازنته المقترحة»، التي يعد فيها بقفزة في النفقات على الطرق والجسور والموانئ بهدف زيادة التنافسية الهندية. ... المزيد