استخدم ثلاثة بهلوانات إسبان أسلوب منظمة "فيمين" النسائية بالتعرّي بشكل كامل، قصد الاحتجاج على وجود سياج يفصل مدينة مليلية الواقعة تحت النفوذ الإسباني عن التراب المغربي، تضعه السلطات الإسبانية لمنع تسلل المهاجرين الأفارقة غير النظاميين. البهلوانات الثلاثة، امرأة ورجلان، الذين ينتمون إلى منظمة إسبانية غير حكومية، وقفوا عراة تمامًا أمام عدسات الكاميرات، اليوم الثلاثاء، بغية التنديد بسلوكيات السلطات الإسبانية والمغربية تجاه القادمين من دول جنوب الصحراء، الراغبين في ولوج الأراضي الأوروبية. كما احتج البهلوانات على قرار الحكومة الإسبانية الذي يطرد كل مهاجر غير نظامي يجتاز بشكل غير قانوني السياج الحديد لمدينتي مليلية وسبتة، واصفين هذا السياج بجدار العار الذي يقمع المهاجرين الأفارقة، وبالدليل على وحشية التدخل الأمني الإسباني والمغربي. وتثير ممارسات السلطات الأمنية الإسبانية والمغربية ردود أفعال الكثير من المنظمات الحقوقية، إذ تتهمهما بتعنيف المهاجرين غير النظاميين وإساءة معاملتهم، خاصة وأن الجدار العازل، يتوّفر على شفرات حادة، تهدد حياة كل من يحاول تسلقه. ويهرب الآلاف من مواطني إفريقيا جنوب الصحراء من بلدانهم اتقاءً للجوع والفقر والحرب، وتختار فئة كبيرة منهم المغرب كمنطقة عبور نحو أوروربا، ممّا جعل الاتحاد الأوروبي يفعّل شراكة مع المغرب كي يضطلع بدور أمني للحدّ من تدفق هؤلاء المهاجرين. كما أن المغرب سنّ سياسة جديدة للهجرة عام 2013، أعلن من خلالها تسوية أوضاع الآلاف من المهاجرين غير النظاميين، وهو ما دفع بالكثير منهم إلى الاستقرار بالمغرب والتخلّي عن فكرة الرحيل إلى أوروبا، إذ مكّنهم المغرب من الإقامة وترخيص البحث عن العمل ومراكز الإدماج. وتقع مدينتي سبتة ومليلية في الخارطة المغربية، إلّا أنهما تندرجان تحت السيادة الإسبانية، فالمغاربة لا يمثلون فيهما إلا نسبة ضئيلة. ورغم مطالب الأحزاب والجمعيات المحلية، إلّا أن المغرب لم يسبق له أن طالب بشكل رسمي عبر الأمم المتحدة استرجاع هاتين المدينتين اللتين سكنهما الإسبان منذ قرون.