أظهرت التحقيقات الجارية حالياً مع الإرهابي محمد عبريني (32 عاماً)، والمعروف باسم "الرجل ذو القبعة"، عن احتمالية وجود ترسانة من الأسلحة والمتفجرات لا تزال مخبأة في بلجيكا، والتي كان إرهابيو هجمات باريس وبروكسل ينوون استخدامها في تفجيرات جديدة في أوروبا، هذا ما كشف عنه برنامج "Pano" الوثائقي على القناة الفلمنكية الثانية، والذي يعد حالياً حلقة خاصة عن شبكة الإرهابيين الذين قاموا بهجمات باريس وبروكسل. وذكرت صحيفة "هت نيوز بلاد" على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، أن الإرهابي محمد عبريني الذي كان بصحبة الانتحاريين إبراهيم البكراوي ونجيم العشراوي في مطار بروكسل، صبيحة التفجيرات الإرهابية يوم 22 مارس (آذار) الماضي، ولاذ بالفرار بعد أن فجرا نفسيهما، اعترف في إحدى جلسات التحقيق معه، بوجود عدة صناديق مملوءة بالمتفجرات والقنابل والأحزمة الناسفة، مخبأة بأحد مرائب السيارات في بروكسل، لكنه رفض الإدلاء بمكان المتفجرات. وقالت الصحيفة إن قوات مكافحة الإرهاب البلجيكية قامت منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي بتفتيش ما يقرب من 152 مرآب للسيارات في ضواحي بروكسل، من دون أن تعثر على الأسلحة التي أكد عبريني وجودها، وصرح "باول فان تيخيلت" رئيس جهاز Ocad لتحليل مستوى التهديدات الإرهابية لبرنامج "Pano" الوثائقي قائلاً: "بعدما اعترف محمد عبريني بوجود هذه الأسلحة والمتفجرات في أحد مرائب السيارات في بروكسل، قمنا بالعديد من حملات التفتيش، لكننا لم نعثر على الأسلحة حتى الآن، وهو ما يجعلنا نستمر في البحث حتى يومنا هذا". وأشارت الصحيفة إلى أن البرنامج الوثائقي الذي سيذاع مساء اليوم الأربعاء على القناة الثانية الفلمنكية، يظهر أن اعترافات الإرهابي محمد عبريني خلال التحقيقات أوضحت الكثير من النقاط الغامضة التي أحاطت باختفائه عن الأنظار بعد هجمات بروكسل الإرهابية في مارس (آذار) الماضي، حتى القبض عليه حياً في أبريل بضاحية أندرلخت في بروكسل. وقال إنه "بعد خروجه من مطار بروكسل إثر قيام إبراهيم البكراوي ونجيم العشراوي بتفجير نفسيهما في صالة المغادرة صباح 22 مارس (آذار) الماضي، اتجه إلى ضاحية "جيته" القريبة من بروكسل، وهناك طلب مساعدة شقيق إبراهيم البكراوي، الذي قام بإخفائه عن الأنظار في إحدى الشقق السكنية، وقال عبريني إنه كان يعلم أن صلاح عبد السلام هو الآخر يختفي في إحدى الشقق بحي مولنبيك، لكنه لم يكن يعرف بالتحديد عنوانه أو مكان اختفائه". وللمفاجأة فقد حملت اعترافات عبريني الكثير من التفاصيل الصادمة، من أهمها قوله إن رسالة تم تسريبها من السجن لأحد المشتبه بهم في هجمات باريس وبروكسل، تفيد بضرورة مغادرة عبريني ضاحية "جيته" على وجه السرعة، لأن البحث عنه مستمر هناك على قدم وساق، وهو ما دفعه إلى مغادرة المكان سريعاً إلى ضاحية أندرلخت، حيث تم القبض عليه بعد أيام من اختفائه هناك، في أبريل (نيسان) الماضي. الجدير بالذكر أن الإرهابيين محمد عبريني وصلاح عبد السلام هما الناجيان الوحيدان من هجمات باريس وبروكسل، وفيما يرفض صلاح عبد السلام التعاون مع المحققين الفرنسيين منذ تسليمه إلى السلطات الفرنسية قبل عدة أشهر، تثير اعترافات محمد عبريني المتضاربة الكثير من البلبلة لدى المحققين البلجيكيين.