إذا كان البيت لا يتسع لأكثر من 10 أشخاص، فلا يُعقل أن يُدعى 50 شخصاً ليتناولوا العشاء فيه. باختصار سيشعر المضيف والضيوف بحرج بالغ وضيق شديد. هذا هو الشعور الغالب لو كان لمرة واحدة في العام! فكيف بمن يكررها كل يوم في العام. ولو صُمم مستشفى لاستيعاب 100 سرير، فلا يُعقل ولا يُقبل استضافة 400 مريض للتنويم والعلاج فيه. والطائرة التي تتسع لمائتي راكب لن يزيد عدد من يطيرون عليها عن مائتي راكب. هذه قاعدة عامة يحكمها العقل والمنطق، بل وحتى أصول السلامة. ولكن بالنسبة للجامعات، فإن المنطق "غير" تماماً. تذكرت ذلك وأنا أقرأ الحياة (22فبراير) وفيها خبر عن (أزمة مواقف..تثير استياء طلاب كلية الإعلام) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ولنكون منصفين، فإن الحال ينطبق على معظم الجامعات الحكومية السعودية. وهي ليست فقط أزمة مواقف للسيارات، وإن كانت تبدو انعكاساتها جلية واضحة في شح المواقف المخصصة للسيارات. حتما تدرك كل جامعة ما هي متطلبات قبول 1000 طالب وطالبة فوق سعتها المقررة!كم يشّكل هذا العدد الإضافي من ضغط كبير على البنية التحتية للجامعة مثلاً! كم سترتفع حدة الأزمة المرورية الخانقة داخل الجامعة خاصة في الصباح الباكر عندما ينتظم ألوف الطلاب في محاضراتهم! كم من التأخير سيواجه الطالبة المنطلقة مع سائقها إلى الجامعة. كم حجم الضغط الذي يواجه المصاعد مثلاً أو دورات المياه التي ينتهي النهار وهي في حالة يرثى لها! كم من الخدمات المساندة يتطلبها إضافة هذا العدد الذي يبدو هيناً، وهو عند التطبيق عظيم! كم من الكراسي الإضافية المطلوبة لكافتيريات الجامعة (إن كانت هناك كافتيريات)! كم من الغرف الإضافية اللازمة لمواجهة الطلب على إسكان الجامعة! كم من الموظفين الإضافيين! وكم من المساحات المخصصة لهؤلاء الموظفين! كم وكم وكم..! وماذا لو زاد الألف إلى خمسة آلاف!! وأما الأزمة المخيفة الكبرى، فمرتبطة بجودة المنتج التعليمي في نهاية المطاف! شعوري أن السنوات التي يمضيها الطالب في الجامعة في ظل الأزمات المشار إليها لن تنتج إلا أنصاف متعلمين.. بالكاد يُعتبرون مؤهلين، وما هم بمؤهلين. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain