×
محافظة المنطقة الشرقية

حمامات الساونا تقوي المناعة ضد الأمراض المنتشرة في الشتاء

صورة الخبر

كتبت ذات مرة فى إحدى الصحف القومية السيارة إبان اشتراكنا فى بطولة كأس العالم التى أقيمت عام 1990 وهى الأخيرة لمنتخبنا الوطنى لكرة القدم مقالاً بعنوان الاحتراف الوهمى والذى جاء فى صلبه أن الاحتراف لغة ومفهوماً واصطلاحاً يعنى الاستعداد والتفرغ والإعداد والتدريب وغيره من المفاهيم المختلف عليها وليت دعوة الكابتن محمود الجوهرى مدرب المنتخب حينذاك لم يستجب لها لأن مياهاً كثيرة مرت تحت الجسر بعد هذه السنوات الطوال العجاف.. أعاود القول إن هذا المفهوم الذى لا أدعى جديداً إذا قلت إننى استخدمته لأول مرة وتم تناوله وتعاطيه من قبل المتخصصين فى كرة القدم وسمعته مراراً وتكراراً مرات كثيرة، ولكن ليس هذا هو المقصد والمبتغى، ولكن كما قلت إن هذا المفهوم ارتبط ارتباطاً عضوياً لا يقبل التجزئة بمفهوم آخر هو أكثر إيلاماً وتشدداً على النفس ألا وهو التعصب الأعمى والتطرف اللامسئول الذى أدى بنا إلى كارثة حقيقية فى الفهم والتحليل والتفسير ومن نافلة القول أن الاحتراف بمعناه الذى أقصده وما زال هو الانتقال من حالة الاستمتاع الهواة إلى حالة التفرغ الاحتراف حيث تتحول الكرة من مرحلة الإشباع إلى مرحلة التعود والاستمرار وتحقيق الإنجازات والبطولات.. وهذا لم يتحقق! إن صناعة كرة القدم إذا جاز لنا القول هى صناعة أوروبية، خاصة إنجليزية فهم أصحابها وأربابها لأنها خرجت من عندهم وما زالت.. أما ما نمارسه لا يمت بصلة إلى كرة القدم الحقيقية. فاللاعب والجهاز الفنى ومجلس الإدارة وحكام كرة القدم والإعلاميين المتخصصين فى كرة القدم غير محترفين بالمعنى الحرفى للكلمة ولكنهم هواة، فاللاعب فى تربيته وتنشئته الاجتماعية لم يتلق التغذية والعلاج والتعليم الكافى المناسب وقس على ذلك المعاونين والشركاء فى منظومة كرة القدم بل زاد الطين بلة استيراد اللاعبين الأفارقة بملايين الدولارات التى نحن فى أمس الحاجة إليها كنا نستورد غذاءنا وكساءنا من الخارج ولم نصدر سلعة للخارج لأننا لا نملك فائضاً نصدره من أجل جلب العملة الصعبة لبلادنا لأن ما نمارسه ليس احترافاً للتصدير ولكنه سحر وشعوذة، وضحك على الذقون من أجل السمسرة وأكل العيش فى دولة تعودت على الاستيراد عن التصدير لأن الاستهلاك هدفها والإنتاج خارج تصورها وأهدافها، لذا كان العجز فى ميزان المدفوعات. ويبدو أن العجز أصبح فى كل شىء من عناصر اللعبة فنحن نستورد الملابس والأحذية للاعبين من الخارج، وكذلك نستورد المدربين الأجانب لمنتخباتنا الوطنية وأنديتنا المصرية، وكذلك الحكام لتحكيم مباراة فى كرة القدم لا تعدو عن كونها مباراة فى دورى المدارس أو الشركات لا ندعى جديداً إذا قلنا إن ما نمارسه ليس رياضة بل وصلات من الردح والشتائم والسباب عبر القنوات الفضائية من محللين ونقاد ورياضيين ليس كلهم ولكن أغلبهم لم يمارس اللعبة ولم يتعرف على قواعدها وآدابها وقانونها ولكن أكل العيش المر وسبوبة وطق حنك والسلام. ومحدش فاهم حاجة.. وطبعاً لاعبون بالملايين وبورصة بها مزايدة بين القطبين الكبيرين من يدفع أكثر وبعدين تجد اللاعبين فى حالة يرثى لها فى الشكل والمضمون، فهذا لاعب يلعب طوال الليل ولا أحد يحاسبه، وهذا آخر يجلس فى المقهى يتناول النرجيلة والمشروبات الكحولية وذاك يلهو ويسهر وأموال تدفع من الخزانة العامة لهؤلاء من ضرائب الشعب المصرى والمنتج طحن بدون دقيق.. وهذه أحوالنا التى لا تسر عدواً ولا حبيباً لا تنتج لاعباً متميزاً يتم تسويقه إلى الخارج اللهم إلا نفر قليل فى أندية درجة ثانية فى الدوريات الأوروبية، فهنا ندق ناقوس الخطر فى إعادة التقييم لمفهوم الاحتراف الوهمى بأن يتم تقييم اللاعبين والمدربين على أسس موضوعية، وأن يتم إعداد المحللين إعداداً مهنياً فى حصولهم على دورات تدريبية فى مجال الاتصال ومهارات التواصل والإعداد الجيد فى مجال فنون وطرق كرة القدم العالمية حتى نسمع كلاماً علمياً من متخصصين فى مجال كرة القدم أمثال الكابتن الدكتور طه إسماعيل أحد الرموز الرياضية والأخلاقية والمهنية فى كرة القدم بمصر، وهذا من وجهة نظرى مع العلم بأننى لا أعرفه ولم أقابله إلا من خلال شاشات التلفاز، أما ما نراه فهو كما ذكرت آنفاً بيع الميه فى حارة السقايين والكل يغنى على ليلاه وزامر الحى لا يطرب ولا كرامة لنبى فى وطنه لأن أصحاب المهن الحقيقية هم الآن جلوس فى منازلهم لا يستدعيهم أحد وأما أصحاب الشبكات الاجتماعية والعلاقات الإنسانية فهم المتصدرون للمشهد الرياضى فى مصر، والتعصب يزداد لأن الجهل هو السائد فى ممارسة كرة القدم بعناصرها المختلفة وحتى تستقيم الأمور فلابد أن نعطى العيش لخبازه وأخيراً فالزبد يذهب جفاء، ويمكث فى الأرض ما ينفع الناس وعلى الله قصد السبيل من قبل ومن بعد. *نقلاً عن الوفد المصرية ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.