Image copyright iStock Image caption باعت المرأة أجهزة الهاتف سعيا لشراء منزل يُعد شراء منزل من أكبر التعاملات المالية التي من الممكن أن نجريها، وهو ما ينطبق على الصين أيضا في ظل الارتفاع المستمر لأسعار المنازل هناك. وروت التدوينة التي شارك بها براود كياوبا قصة، إن لم يكن في استطاعتنا التحقق من صحتها، فهي على الأقل سيناريو محبوك لرواية رومانسية تدور أحداثها في مطار. وبطلة القصة هي زميلة لكياوبا تُدعى شياولي (وهو اسم مستعار أيضا استخدم على مواقع التواصل الاجتماعي) تقيم في مدينة شينزن جنوبي الصين. طلبت شياولي من كل واحد من 20 شخصا تواعدهم أن يشتري لها الإصدار الأحدث من هواتف ايفون، وهو "ايفون 7". ثم باعت الأجهزة العشرين لمركز إعادة تدوير هواتف ذكية مقابل 115010 يوان صيني (نحو 17 ألف دولار). وحصلت المرأة على المال وسددته كدفعة مقدمة لشراء منزل ريفي في المنطقة التي تقيم فيها. واصطحبت شياولي رفقاءها لإلقاء نظرة على المنزل الجديد، وكانت مفاجأة لهم جميعا عندما كشفت لهم عن مصدر المال الذي سددته كدفعة مقدمة من قيمة المنزل. وقال كياوبا إن "ما حدث صار موضوعا رئيسيا يتحدث عنه كل من في العمل في الوقت الحالي". وأضاف: "من يدري كيف يرى رفقاؤها ما يحدث الآن بعد أن تحولت القصة إلى مركز لاهتمام جماهيري على مواقع التواصل الاجتماعي". وأكد أن شياولي "ليست من أسرة ثرية، فوالدتها ربة منزل ووالدها عامل من المهاجرين، وهي أكبر أخواتها وترغب في شراء منزل لوالديها المسنين. لكن حصولها على المال اللازم بتلك الطريقة لا زال أمرا يثير الذهول". وعبر كثيرون على موقع المدونات المصغرة الصيني "سينا وايبو" عن دهشتهم من مشروع شياولي وكيف تمكنت من إقناع محبيها العشرين أن يشتري كل واحد منهم لها هاتفا ذكيا، خاصة وأنه لم يمر وقت طويل منذ طرحه في الأسواق، تحديدا في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي. وبدأ التفاعل على هاشتاغ، ترجمته بالعربية تشير إلى "عشرين هاتفا جوالا مقابل منزل" في الارتفاع إلى مستويات مثيرة للاهتمام على مدونة سينا وايبو، بحيث أصبح الأكثر تداولا في الصين في الفترة الأخيرة. Image copyright Getty Images Image caption تشهد الصين ارتفاعا في أسعار العقارات وتجاوز استخدام الهاشتاغ على الموقع حوالي 13 مليون مرة. وأعرب مستخدمون كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي عن إعجابهم بشياولي وما فعلته حتى تحصل على المال اللازم لشراء منزل. وقالت مستخدمة تُدعى سمول آند إز غرونغ: "لا أستطيع الحصول على رفيق واحد، لكنها كان لديها بالفعل 20 في نفس الوقت، وتمكنت من إقناع كل واحد منهم بإهدائها جهاز ايفون 7. إنني فقط أود أن تعلمني ما لديها من مهارات". وقال مستخدم آخر يُدعى تي إس تي إن لشياولي "مستقبلا مشرقا". في المقابل، رأى البعض ما فعلته شياولي "مشينا"، من بينهم مستخدمة تدعى ليتيل بي. وشكك البعض في صحة رواية القصة التي كتبها براود كياوبا، مرجحين أنها جاءت في إطار الدعاية والترويج لشركة هوي شاو باو لإعادة تدوير الهواتف الذكية. وتواصلت بي بي سي مع شركة هوي شاو باو، التي أكد المتحدث الرسمي باسمها أنها اشترت عشرين هاتفا ذكيا من طراز ايفون 7 من امرأة أوائل أكتوبر/ تشرين الأول مقابل 5750 يوانا صينيا لكل منها. وطلبت بي بي سي من الشركة التواصل مع شياولي من خلالها، لكن هوي شاو باو أكدت في رسالة إلكترونية أن العميلة رفضت إجراء مقابلة. وجاء في رسالة البريد الإليكتروني التي تسلمتها بي بي سي من الشركة "حياتها (شياولي) اليومية تأثرت بما يتداوله الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي لا تريد أن تستمر وسائل الإعلام في تغطية قصتها. لذلك رفضت إجراء مقابلة معكم".