لندن: «الشرق الأوسط» لقى رجل شرطة صيني حتفه متأثرا بالإصابة، التي لحقت به بعدما قامت مجموعة من المسلحين بالأسلحة البيضاء بمهاجمة الركاب عند محطة قطارات، وذلك بحسب ما ذكره تقرير إخباري، أمس (الأحد)، ليبلغ بذلك عدد ضحايا الهجوم 30 قتيلا و130 مصابا على الأقل. وأفادت صحيفة «جيفانج»، التي تصدر في شنغهاي بأن الشرطة تبحث عن خمسة مشتبه بهم على الأقل متورطين في الهجوم، بينما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» بأن التحقيق الرسمي خلص إلى أن أكثر من عشرة من المهاجمين من أفراد الويغور الانفصاليين، وذلك في إشارة للجماعة العرقية ذات الأغلبية المسلمة الذين يمثلون نحو ثمانية ملايين مواطن في منطقة شينجيانج ذاتية الحكم، التي بها 21.8 مليون نسمة. وذكرت قناة «سي سي تي في» الإخبارية إن الشرطة قامت بقتل ثلاثة رجال وسيدة، كما جرى اعتقال سيدة مصابة ونقلها للمستشفى. ويأتي هذا الهجوم في الوقت الذي يستعد فيه قادة البلاد الاجتماع في بكين اليوم لحضور افتتاح «الجلستين»، وهذه جولة سنوية من الاجتماعات لأعلى هيئة استشارية بالبلاد والبرلمان الاسمي، حيث سوف تقدم حكومة الرئيس شي جين بينغ أول تقرير عمل سنوي لها. وقالت «شينخوا» إن الرئيس الصيني حث وكالات إنفاذ القانون على التحقيق في هجوم كونمينغ الإرهابي، وبذل قصارى الجهود الممكنة لحل هذه القضية ومعاقبة الإرهابيين وفقا للقانون. كما حث الرئيس الصيني على الوعي الكامل بالوضع الخطير والمعقد لمكافحة الإرهاب، واتخاذ إجراءات فعالة لمعاقبة الأنشطة الإرهابية بجميع أشكالها، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا». وكان رؤساء تحرير وسائل الإعلام البارزة قد تلقوا رسالة تطالبهم «بتجنب العناوين أو الصور المثيرة» و«متابعة التقارير التي تبثها وكالة (شينخوا) أو المعلومات التي تكشف عنها السلطات المحلية». وتشهد شينجيانغ المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي منذ 2009 أعمال عنف تؤدي إلى سقوط قتلى بين الأويغور والصينيين الذين ينتمون إلى إثنية «الهان»، لكن الهجمات على مدنيين داخل المنطقة نادرة وخارجها أكثر ندرة. وهذه أول مرة يلقى فيها بالمسؤولية على أناس من شينجيانغ في تنفيذ مثل هذا الهجوم الكبير في منطقة بعيدة، إلى هذا الحد عن منطقتهم، وهو يأتي بعد حادث وقع في ميدان تيانانمين ببكين في أكتوبر (تشرين الأول) وصدم القيادة الشيوعية بالبلاد. من جهته، قال ديلشات راشيت الناطق باسم المؤتمر العالمي «أويغور» المنظمة المدافعة عن هذه الإثنية والمتمركزة في ميونيخ (ألمانيا): «لا شيء يبرر الهجمات على المدنيين». وأضاف: «لكن السياسات القمعية والتمييزية تؤدي إلى إجراءات قصوى». وروى عدد من الجرحى والشهود العيان أن المهاجمين كانوا يرتدون ملابس سوداء ويخفون وجوههم. وقد اقتحموا محطة القطارات في كونمينغ عاصمة مقاطعة يونان وقاموا بطعن المسافرين، الذين كانوا مصطفين لشراء بطاقات السفر. وقال يانغ هافاي الذي جرح في الصدر والظهر إنه كان يقوم بشراء بطاقات رحلة بالقطار، عندما اقترب منه المهاجمون، وإنه حاول الفرار وسط الحشد. وأضاف: «رأيت رجلا يتوجه إليه حاملا سكينا طويلة، فهربت مع عدد آخر من الأشخاص»، موضحا أن كثيرين منهم «وقعوا أرضا». وقال شاهد عيان لصحيفة «بكين نيوز» على موقعها الإلكتروني إنه رأى سيدتين ترتديان الأسود متوجهتين إلى المحطة قبيل الهجوم. وضربت قوات الأمن طوقا أمنيا حول المحطة بينما تواصل الشرطة استجواب الشهود. وتجمع عدد كبير من الأشخاص خارج المحطة مع رجال الشرطة والإسعاف. وقال شاهد آخر إن بعض المهاجمين غطوا وجوههم.