في كل ملتقى أو تصويت لجمعية العلاقات العامة بجامعة الإمام أشعر بنوع من (الشفقة) المهنية وسؤال: هل تستطيع جمعية ذات موارد مالية محدودة، وعدد أعضاء بالمئات أن تحدث تحولا في مفهوم العلاقات العامة بالمملكة، ونقلها من النشاط البروتوكولي والتشريفي إلى النشاط الاتصالي، كما أشعر (بالشفقة) الوظيفية لهؤلاء الشباب ممن هم على مقاعد الدراسة الذين اختاروا تخصص العلاقات العامة وهم مصطفون على مداخل الملتقيات والندوات ويعملون على تنظيم المؤتمرات ان ما سوف يعملون به بعد التخرج إذا توافرت لهم وظائف سيكون مختلفا عما تلقوه في الجامعات، فبدل من أن يكون دورهم: تمتين التواصل مع المجتمع لصالح منشآتهم، وبناء علاقة متينة داخل المؤسسات، وإبراز الصورة الإيجابية وربط الجسور مع المجتمع وأيضا بناء الصورة الذهنية الجيدة عن المنشآت، بهدف رفع إنتاجية المؤسسة عبر التواصل بين الموظفين وتعزيز الانتماء للمؤسسة وتقديم المشورة للقيادة، يتحول هؤلاء الشباب من نشاط اتصالي إلى قطاع خدمي يقدم التسهيلات ومرافقة الضيوف وفتح الأبواب وربما التسوق وتأمين الطلبات. ألمس دائماً في عيون موظفي العلاقات العامة الحسرة لأنه أوكلت لهم المهمة الخطأ، وأن أدوارهم الوظيفية اختصرت بالخدمات وتقديم واجبات الضيافة والسكرتارية. د. محمد الحيزان أستاذ الإعلام والعلاقات العامة الذي ترشح الأسبوع الماضي رئيسا لمجلس إدارة جمعية العلاقات العامة لدية توجه يختلف تماما عما هو مطروح وممارس في وظائف العلاقات، إذ يرى أن للعلاقات أدوارا عديدة مرتبطة برسم الخطط وبناء الصورة الذهنية للمؤسسة وأن النشاط (الخدمي) التشريفي هو إدارة ضمن إدارات العلاقات العامة وليست هي روح ومرتكز العمل، فهل ينجح د. الحيزان ومجلس الإدارة ومن خلال الجمعية أن يعيدوا صياغة مفهوم ومهام العلاقات العامة كجهة اتصالية وتخطيطية, وعدم إغراقها بالعمل الخدمي (النشاط التشريفي). الجمعية أعلنت أن عملها المستقبلي إدخال العلاقات العامة في الرقمية وجعله موضوعها القادم الملتقى السنوي الثالث للجمعية عام 2015م من أجل تركيز الضوء على مهام العلاقات الحقيقية بصفتها جهة أساسية في الهياكل التنظيمية للوزارات والقطاعات الأخرى تصل في موقعها الهيكلي إلى وكالة وزارة أو إدارة عامة، وتحررها من تقاليدها التي أبقتها على التشريفات. ملتقى العلاقات الرقمي يهدف إلى توظيف وسائل الإعلام الجديد النشاط الاتصالي في العلاقات العامة، وتوفير الإمكانات التقنية والجهاز الإداري الحديث حتى تدير نفسها من أجل التوافق مع توجهات الإدارة الإلكترونية التي اختارتها الدولة ليكون عملها القادم (الحكومة الإلكترونية) وتسعى الجمعية إلى دفع إدارات العلاقات في القطاعات إلى التحول العاجل إلى الإدارة الإلكترونية وبصورة أسرع من وكالات الوزارات لتحقيق هدف الدولة الانتقال من عصر الورق إلى الفضاء الإلكتروني الجديد. فهل تنجح الجمعية في فرض هذه الثقافة والانتقال بعمل العلاقات العامة من الأنماط التقليدية وفكر النشاط الخدمي إلى الفضاء الإلكتروني الجديد بكل ما فيه من إدارة واتصال وفكر تخطيطي.