وأوضح الدكتور العقيلي أنه يمكن للجامعات أن تتعاون مع الصناعة من خلال الأعمال الاستشارية البحثية والتي تغطي جانباً مباشراً للحاجات الصناعية، حيث إن كثيراً من التحديات الصناعية تجد الحلول لها في معامل الجامعات، وبهذا تساهم الجامعات مباشرة في دعم الصناعة والارتقاء بها, حيث يعتبر ما سبق من الأدوار الكلاسيكية والنمطية للعلاقة بين الجامعات والصناعة ولكن في الفترة الأخيرة برز دور مختلف للجامعات في تعاونها مع الصناعة، مبينا أن هذا الدور يأتي من خلال دفع عجلة التحول الاقتصادي من خلال تقديم ابتكارات وتقنيات يمكن أن تغير وجه الصناعات التقليدية، وبهذا تغيرت طبيعة العلاقة بين الجامعات والمؤسسات الصناعية, وبدأت تظهر الكثير من التقنيات التي غيرت وجه الكثير من الصناعات, وقدمت خيارات اقتصادية مثيرة للكثير من الحكومات، مما دفعها لدعمها والاستثمار فيها, لافتاً إلى أن التحدي في الجامعات السعودية يكمن في قدرتها على المساهمة الفاعلة في إنتاج اقتصادات جديدة، وخلق فرص استثمارية واعدة تمكن المملكة من تنفيذ برامجها التحولية وتحقيق رؤيتها الملهمة, مشيراً إلى المتطلبات الأساسية التي يجب توافرها في الجامعات لتتمكن من المساهمة الفاعلة في خلق اقتصاديات جديدة، وذلك من خلال التأسيس لمنظومة متكاملة من البحث والابتكار وريادة الأعمال. وشارك في الندوة نائب الرئيس التنفيذي للخدمات المشتركة بشركة سابك المهندس عوض آل ماكر في المحور الرابع الذي حمل عنوان " تجارب الجامعات والجهات البحثية مع القطاع الصناعي "، بورقة عمل بعنوان النظرة الشمولية للابتكار ومدى مساهمته في تحفيز التنمية في الوقت الحالي وفقاً لخطة 2030، قام من خلالها بالتعريف بدور الابتكار في رؤية المملكة 2030، مع تحليل لبعض العوامل اللازمة لتحقيق هذه الرؤية، والتي تتضمن الفرص المتاحة من جهة والتحديات التي تواجه الابتكار في بيئة المملكة من جهة أخرى. وأشار آل ماكر إلى بعض الاحتياجات المستقبلية لمجتمع المملكة، حيث سيحتاج مجتمع المملكة إلى بناء أكثر من مليون مسكن بنهاية العام 2021 حيث إن الطاقة المستهلكة في تكييف المباني بالمملكة تبلغ 70% من الطاقة الإجمالية. كما أوضح أن المملكة تخطط لتصنيع نصف مليون مركبة بنهاية عام 2030, لافتاً إلى أن كل هذه الاحتياجات تتطلب بذل الجهود بتقديم ابتكارات نوعية. وناقش آل ماكر خلال الندوة مفهوم البحث العلمي الفعال والذي يسهم في تحقيق رؤية المملكة، حيث من شأنه تطوير التقنية والتسويق والذي سيترك أثراً فعالاً في مجتمع المملكة من حيث زيادة الأرباح وتوفير فرص عمل أكثر وزيادة الدخل للموظفين مع زيادة الإنتاجية, إلى جانب متطلبات الابتكار من حيث الكادر البشري ورأس المال والبنية التحتية وكفاءة وسائل التواصل, والعلاقة بين مراحل الابتكار والموارد اللازم توافرها لتحقيق الأهداف المنشودة, ودور الجامعات تجاه الابتكار وتنمية المجتمع والاقتصاد، والتحديات التي تواجه الجامعات في تحقيق دورها في هذا الشأن، وعرض إحصائيات عن الابتكارات في العالم وربطها بالجامعات، وأسباب النجاح التي تسهم في قيام الجامعات بدورها تجاه الابتكارات الفعالة. وفي ختام الندوة قدّم أستاذ الكيمياء غير العضوية المشارك بجامعة الدمام الدكتور أحمد سليمان ورقة علمية بعنوان " الشراكة بين البحث العلمي والصناعة ", تحدث خلالها عن التحديات والمعوقات وأفضل الممارسات والمعوقات التي تواجه الشراكة بين الجامعات والصناعة وسبل حلها, مشيراً إلى أن ارتباط البحث العلمي بمتطلبات التنمية في المجتمع في مجالات الصناعة والزراعة والخدمات وغيرها, يعدّ أحد المرتكزات الأساسية للتنمية والتقدم في عصرنا هذا الذي يحتل فيه البحث العلمي مكانة كبيرة في النواحي المختلفة، مؤكداً على أهمية العلاقة والشراكة القوية بين البحوث والدراسات الجامعية وقطاع الصناعة، وطرح الأساس المنطقي للشراكة والمعوقات وأفضل السبل لتفعيل هذه الشراكة وبعض النماذج العالمية الناجحة، وتقديم دراسة مختصرة للشراكة على محاور الأساس المنطقي، وآليات الشراكة بين البحث العلمي في الجامعات والصناعة، وقياس وتحقيق القيمة، وتحليل الوضع الراهن، ومعوقات الشراكة ، وأفضل الممارسات ومقومات النجاح ونماذج الشراكة المطبقة عالمياً. // انتهى // 10:07ت م spa.gov.sa/1553865