يتوجه الرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا السويسري ديدييه بوركهالتر الى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين للبحث في الازمة الاوكرانية، وهو ملف اظهرت فيه روسيا حتى الان تعنتا. وقبل ساعات من اللقاء اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاوروبيين بالتغاضي عن تصاعد موجة "الفاشية" في اوكرانيا وذلك في معرض حديثه عن مقتل اربعين شخصا من الموالين للروس في اوديسا (جنوب). وقال لافروف خلال حفل مع اقتراب الاحتفالات بذكرى النصر في 1945 على النظام النازي "منذ عدة سنوات تغض اوروبا الطرف عن واقع ان الايديولوجية الفاشية تكسب مؤيدين جددا وان مروجيها يجتذبون المزيد من الاتباع". وتأتي زيارة بوركهالتر في اطار مساع دبلوماسية جديدة من قبل الاوروبيين لايجاد حل سلمي للازمة. ودعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى دور رائد للمنظمة الأوروبية للأمن والسلام والتنمية لإنهاء الأزمة الأوكرانية والحيلولة دون تقسيم تلك الدولة. وحذر في تصريح صحفي أمس قبيل اجتماع الحكومة الألمانية الأسبوعي من حرب جديدة تندلع في شرق أوروبا. وأبرز ضرورة دعم الأوروبيين للمنظمة الأوروبية للأمن والسلام والتنمية لإنجاح جهودها بفك فتيل حرب ممكن أن تقع بين روسيا وأوكرانيا وعدم تقسيم الدولة المذكورة. وشدد على ضرورة مساهمة الحكومة الأوكرانية في كييف بتهدئة الانفصاليين الذين يسعون بإقامة دويلة لهم بالشرق والجنوب الأوكراني أو الانضمام إلى روسيا وذلك بوقف كييف عملياتها لعسكرية وإعطاء المجال لإنجاح الجهود الدبلوماسية التي تبذل للتهدئة وإنهاء الأزمة الأوكرانية سلميا. على صعيد آخر، قال مسؤولون أمريكيون إن إدارة الرئيس باراك أوباما تعد عقوبات جديدة لفرضها على روسيا إذا صعدت من عدوانها على أوكرانيا باجراءات مثل منع الانتخابات في أغلب مناطق البلاد أو الاعتراف باستفتاء جديد يعتزم انفصاليون إجراءه. وقالت فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية في جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ امس الأول "ما نفعله هذا الأسبوع.. محاولة إعداد هذه المجموعة القوية من العقوبات التي تشمل قطاعات على جانبي الاطلسي كي يتمكن الروس من رؤيتها وفهمها وفهم تأثيرها إذا اقدموا على مزيد من الإجراءات لمنع اجراء الانتخابات". لكن حث المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون الإدارة على بذل مزيد من الجهد بمفردها وبالتعاون مع أوروبا لإثناء روسيا عن عدوانها في أوكرانيا بدلا من الانتظار للرد بعد اتخاذ إجراءات إضافية. وقال رئيس اللجنة السناتور الديمقراطي روبرت منديز إن الروس "يبذلون كل ما في وسعهم" لتعطيل الانتخابات الأوكرانية المقررة يوم 25 مايو. وتقدم أكثر من 20 من الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ بينهم أعضاء في اللجنة بمشروع قانون يهدف إلى فرض عقوبات أشد على روسيا بما في ذلك عقوبات على بنوك كبيرة وشركات طاقة. ولا يتوقع أن يمرر مجلس الشيوخ الذي يتحكم فيها الديمقراطيون هذا القانون لكن مؤيديه مازالوا يأملون في أن ينال دعم الديمقراطيين.