تعاني كثير من الدول العربية من ظاهرة تعيين الأقارب في بعض الدوائر الحكومية والجهات التابعة للدولة ، إذ تعتمد الاختيارات والتعيينات على تلك الوظائف تبعاً لمستوى قوة الواسطة والمحسوبية للمتقدم ، إضافة إلى مستوى القرابة أو الصداقة التي يتمتع بها من المسؤول عن تلك المنشأة ، فتقوم تلك العلاقة بمفعول السحر إذ تساهم في تجاوز المرشح لكل الشروط والمعايير الموضوعة لتلك الوظيفة وإن لم تنطبق عليه ،وتجعله يحصل على درجة عالية في امتحان القبول كما تجعله يحصل على درجة علمية متقدمة تتلاءم مع متطلبات الوظيفة وتجعله أيضاً يحصل على سنين الخبرة المطلوبة ضمن اشتراطات تلك الوظيفة وفي كثير من الأحيان يمكن أن يتجاوز المرشح كافة تلك الخطوات ويتعين مباشرة إن كان قريباً للمسؤول من الدرجة الأولى . يوم الأربعاء الماضي الموافق 26 أكتوبر نشرت عكاظ تحقيقاً بعنوان ( كشف أسرار الوظائف المعلنة و « غير المعلنة « ) أفادت من خلاله في لقاء مع أحد الموظفين في قسم شؤون الموظفين بإحدى الدوائر الحكومية في المدينة المنورة أن سكرتير مدير شؤون الموظفين في الإدارة لديه شقيق أصغر يعمل موظفاً في البدروم وآخر في الطابق الأول ، فيما يعمل والدهم في الطابق الثاني مؤكداً اختلال معايير التوظيف وغياب الحيادية ومفيداً أن مدير شؤون الموظفين قام بتوظيف ثلاثة من أولاده اثنان منهما في الإدارة نفسها مبيناً أن أرقام الوظائف غير المعلنة أكثر من المعلنة ومن خلالها يتم توظيف الأقارب وأبناء المسؤولين فيما تكون الوظائف المعلنة للمواطنين . ساهمت قضية تعيين ابن الوزير خلال الأسبوع الماضي في انتشار العديد من الشائعات بشأن تعيينات مختلفة لكثير من الأقارب في عدد من الجهات الحكومية سواء لأبنائهم أو أفراد من عائلة أو قبيلة واحدة وعلت المطالبات وخصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعية للتحقق من تلك التعيينات والتأكد من صحتها،وسعى البعض إلى التنقيب عن قوائم الموظفين بالجهات الحكومية لكشف الخرائط الكاملة لتعيينات الأقارب من الموظفين والترابط الموجود فيما بينها إما مكافحة للفساد أو لتصفية بعض الحسابات ، وأدى هذا الحراك إلى قيام هيئة مكافحة الفساد ( نزاهة) بالإعلان عن فتحها لتحقيق بشأن بعض قضايا تعيين الأقارب التي أثيرت مؤخراً ، وبغض النظر عن هذه الإجراءات وماينتج عنها فإن تعيين الأقارب ومهما خضع للنزاهة في إجراءات التوظيف ومهما تكافأت فيه فرص المتقدمين للوظيفة وطبقت عليهم كافة الإجراءات والشروط إلا أنه يبقى أمراً مثيراً للشبهات ويساهم في زيادة الشائعات حول وجود بعض الاستثناءات ساهمت في ذلك التعيين والأولى على كل مسؤول أن يتجنب تعيين أقاربه مهما خضعوا للشروط والضوابط فرحم الله امرأ جبَّ الغيبة عن نفسه . Ibrahim.badawood@gmail.com